قبل سفره الى تركيا بأيام كان الشيخ سالم الرافعي يؤكد أنه يملك نية كبيرة للسفر لكنه ينتظر الاشارة الايجابية حتى لا يعود بسلة فارغة ولا يفسر فشل الزيارة لدى الأهالي في شكل سلبي. مع انطلاقته الى تركيا لم يفرط الرافعي بالآمال المتفائلة لكنه كان يؤكد لأوساطه أنه ذاهب من أجل المطالبة بالعشرة وعلى أقل تقدير يجب أن يعود بجزء من المخطوفين. أمضى الرافعي أسبوعا بين اسطنبول والحدود التركية السورية وعاد من دون اي نتيجة . استاء الشيخ من فشل الوساطة على الرغم من أن هيئة العلماء المسلمين التي أوفدت الشيخ الرافعي الى تركيا أكدت في بيان أن القضية تحتاج الى مزيد من الوقت نظرا لدخول أطراف دولية واقليمية على خط الاتصالات.
لكن لماذا فشلت الوساطة؟ من قراءة مختلف السيناريوهات يبدو أن المخطوفين وأهاليهم دفعوا ثمن التجاذبات السياسية اللبنانية اضافة الى تداخل أزمة المخطوفين مع أجندة اقليمية دولية.
يقول مصدر سوري معارض وهو يشرح سبب فشل وساطة الرافعي أن وسيطا اتصل بمسؤول حكومي رفيع وأبلغه ضرورة ايفاد شخص للقيام بمبادرة مباشرة مع الخاطفين في أعزاز من أجل حل جزء من القضية والعودة بقسم من المخطوفين الى لبنان. اقترح الوسيط اسم الشيخ بلال الدقماق على حد زعم المصدر لكن المسؤول الحكومي فضل الشيخ سالم الرافعي. يقول المصدر أن الوسيط وضع اسم الرافعي على الحدود التركية السورية للقاء الخاطفين وانتظر أياما لوصول الرافعي فلم يلق جوابا.
بعد أيام على الموعد الأول غادر الرافعي ووصل الى اسطنبول حيث أجرى معظم الاتصالات بعيدا من الحدود التركية السورية . ويقول المصدر السوري المعارض أن ابرز أسباب فشل زيارة الرافعي يعود الى مرافقته مستشار رئيس الحكومة عبد الرزاق القارحاني اذ أن الخاطفين انزعجوا من هذه المسألة لأنهم يعتبرون ميقاتي رئيس حكومة الناي بالنفس عن الأزمة السورية ويشارك فيها حزب الله وغيره من القوى السياسية التي لا تؤيد الثورة السورية. في السبب الثاني يبرز حجم الحرتقة السياسية الداخلية اللبنانية على الزيارة اذ لا يخفي أحدهم أن الرافعي سافر تحت جناح الليل فجأة وكان من المفترض أن يكون من ضمن عداد وفد شامل لمشايخ سلفيين من الشمال ومن السعودية في اشارة ربما الى الشيخ ابراهيم الزعبي الموجود في السعودية والشيخ بلال الدقماق المقرب من جو 14 آذار في لبنان من دون ممانعة وجود الرافعي من ضمن الوفد خصوصا أن الأخير ليس محسوبا ولا بأي شكل من الأشكال على الثامن من آذار بل هو في المقلب الآخر تماما. هذه الحرتقات أضيف اليها تدخل موفدين غربيين واقليميين لدى بعض النافذين لمنع تسجيل نقطة لبنانية في الحلحلة في سجل ميقاتي وقد ذكىّ هذا الموضوع مقربون من آل الحريري الذين أرادوا أن يمر اي حل من ضمن زعامة الشيخ. وقد دفع الرافعي ربما ثمن ما قيل عن ضوء أخضر ميقاتي له في سفره الى تركيا. ولا تغفل العوامل الدولية والاقليمية الأخرى التي دخلت على خط العرقلة والتي يقول مصدر متابع عنها أنها وصلت الى حد التجارة وتقديم عروض للخاطفين لقاء الحصول على هذه الورقة ويضيف أن لتركيا على ما يبدو مطالب في بعض الدول المحيطة.
هكذا أفشلت وساطة الرافعي وتدرس في المقابل بعض الأطراف المقابلة مبادرة بدأ الحديث عنها عن امكان مشاركة من عزلوا في المرة الأولى سياسيا واعلاميا في وفد يتسلم مخطوفين اثنين لاسباب صحية . لكن المبادرة تبقى قيد الدرس وربما يبقى نجاحها رهن بعض الأجندات الاقليمية.
أدمون ساسين
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك