مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
الأسبوع الطالع ديبلوماسي بامتياز. الإثنين يصل منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان الى لبنان، يتبعه وزيرا خارجية قبرص والمانيا، على أن يكون ختام الأسبوع مع وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبد اللهيان.
عنوانان أساسيان يختصران الزيارات: الإصلاح المالي- الاقتصادي والانتخابات. في العنوان الأول، المجتمع الدولي يضغط على الحكومة اللبنانية للإسراع في تحقيق الإصلاحات المطلوبة، ويعد بمساعدات شرط مباشرة التفاوض مع الصندوق الدولي على أسس واضحة وصريحة.
وحتى الان لا وضوح لدى الجانب اللبناني، وهو ما تجلى في العبارة الملتبسة عن الوفد اللبناني المفاوض بعد جلسة مجلس الورزاء، إذ ذكر أنه سينضم الى الوفد لاحقا وزراء وخبراء. فمن هم هؤلاء الوزراء والخبراء؟، وهل كتب على لبنان أن يبقى محكوما بالغموض غير الخلاق حتى في أمور تتعلق بأموره المصيرية الحساسة؟، وهل مسموح أن تبقى الصورة النهائية لتشكيل الوفد اللبناني غير واضحة لأن الوفد صار هدفا لأركان المنظومة، ودخل أيضا دائرة التقاسم والمحاصصة؟.
في السياسة، كلمة السر الدولية واضحة لا لبس فيها: الانتخابات في موعدها. فوزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، أكد أن "على الحكومة اللبنانية تنظيم انتخابات مستقلة وشفافة". ولأن المنظومة تدرك أن لا قدرة لها على تغيير المطلوب منها بل المفروض عليها، فإنها تسعى الى تجويف الانتخابات من الداخل، أي الى افقادها أهميتها التغييرية وقدرتها على تحقيق تبديل جذري في المشهد السياسي. وهو ما يفسر الضغط الذي يبذله الثنائي الشيعي في سبيل منع المغتربين من الاقتراع. فهل يمر مخطط الثنائي وحلفائه، أم أن الممانعة المحلية والضغط الدولي سيكونان أقوى هذه المرة؟.
قضائيا، ما تعرض له القاضي طارق البيطار من المنظومة بدأ يثير ردود فعل دولية. لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أصدرت بيانا أبدت فيه قلقها من دور "حزب الله" السلبي في تعليق التحقيق الحساس، كما شددت على نزاهة المحقق العدلي.
توازيا، علمت ال"أم تي في" أن الإدارة الفرنسية تنظر بحذر شديد الى ما يتعرض له القاضي البيطار، وتعتبر أن استمرار التحقيق في جريمة المرفأ هو المفتاح لإعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان. رغم هذا فإن معظم نواب الأمة في لبنان ساكتون، صامتون، يشاركون في عملية خنق العدالة. إنهم كالعادة شهود زور ومتسلقو مناصب ومراكز لا أكثر ولا أقل. لذلك أيها اللبنانيون: أوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن!.
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
بين مطلع هذا الشهر المتزامن مع تأليف لجنة التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وقبيل نهايته الموعد المرتقب لبدء المفاوضات، ينشط أكثر فأكثر خفافيش مافيات الدولار وغير الدولار وجميع المنتهزين، كما المستفيدين، في التلاعب عبر مسالك غير مشروعة كما في المسالك المسموحة- التلاعب بطريقة ترفع أسعار السلع والخدمات في كل القطاعات في شكل خيالي، وتهين قيمة الليرة اللبنانية التي سبق وأهانتها، سياسات القيمين على شؤون الناس والبلاد والدولة.
الرجاء الآن على ما يبدو هو: في أن نجاح المفاوضات مع الصندوق سيضيف ارتياحا الى جرعة التفاؤل بفتح آفاق عربية أمام الحكومة، خصوصا بعد زيارة الوفد الحكومي الأردني لبنان، وقبلها إيجابية محادثات الرئيس ميقاتي في فرنسا وبريطانيا...
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعلن أن "على الحكومة اللبنانية بدء محادثات جدية مع صندوق النقد الدولي، وعليها تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة".
في الغضون، وعلى رغم ما حكي عن ثمة ما يفرمل أجواء التفاؤل هذه، من خلال ما سرب عن فحوى الإتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي ماكرون بولي العهد السعودي بن سلمان حول لبنان، والتي قيل إنها: "كانت مش كل هلقد مشجعة"، فإن المعلومات أشارت في الوقت عينه الى تصميم فرنسي على زيارة الرياض، لمتابعة حض السعودية على دعم لبنان في أحرج أوقاته.. كما أن المفوض متابعة مقررات مؤتمر "سيدر" السفير بيار دوكان ينتقل في الساعات المقبلة الى بيروت، للقاء عدد من المسؤولين في وزارة المال ومصرف لبنان...
على مسار مفاوضات الترسيم الحدودي البحري الجنوبي، التحضيرات متواصلة من جهة لبنان من أجل تأمين الجاهزية، عندما تعاود المفاوضات برعاية أممية ووساطة أميركية، وستكون لنا في سياق النشرة، إضاءة على الموضوع.
كهربائيا، وبعدما توقفت البواخر التركية الثلاث عن العمل لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية، ينتظر أن تأخذ سلفة المئة مليون دولار من البنك المركزي- لزوم مؤسسة كهرباء لبنان طريقها، من أجل استقدام الفيول من الخارج في خلال الأيام الأربعة المقبلة.
أما البطاقة التمويلية المنتظرة، فهي في علم الغيب. وإنما مهما كان الأمر، فإن ثلاثة أرباع الشعب اللبناني يعانون معيشة مذلة، بينما الموجودون في السلطات والمراكز المعنية بأمور الناس يعيشون بأحسن الحالات، ويشبههم أيضا في: "عيشة الترخنة" من لف لف هؤلاء المسؤولين، وكذلك الذين يكدسون العملات الصعبة، ومجموع هؤلاء يؤلفون على ما يبدو ما بين عشرة وعشرين بالمئة من الشعوب اللبنانية.
على مستوى الإنتخابات النيابية التي يفترض أن تحصل في الربيع المقبل، أعربت أوساط اغترابية عن خشيتها من محاولة عدد لا بأس به من المسؤولين الرسميين المعنيين بالإنتخابات المقبلة- العمل للحؤول دون تمكين اللبنانيين المنتشرين في العالم من ممارسة حقهم في اختيار من يمثلهم في الندوة البرلمانية، لأن "المحاولين" يعتقدون بأن اللبنانيين المقيمين خارج لبنان، وضمنهم الذين هربوا قسرا من الأزمات وتداعياتها، لن يصوتوا ولن يقترعوا للقوى الموجودة في السلطات، خصوصا على مستوى ما يسمى المكون المسيحي.
تفاصيل النشرة نبدأها من أن إعلان بدء التنقيب عن النفط في حقل كاريش، يضع لبنان والحكومة الجديدة أمام تحدي الحفاظ على الحقوق النفطية. فما سيكون مصير المرسوم 6433. وهل من تغيير في المقاربة الأميركية للملف، مع تغيير رئيس الوفد المفاوض؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
مع اكتمال بنيتها، تشق الحكومة طريق الإنقاذ الشاق لعلها تحدث خرقا في المعالجات، وقت تتلاطم أمواج الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية. ذلك أنه تحت وطأة هذه الأزمات الضاغطة، ينتظر المواطن إجراءات تخفف بعض الأعباء الجاثمة على صدره.
من هنا جاء شروع الحكومة في تحضير أولوياتها وملفاتها، الأمر الذي يستوجب إستنفارا واسعا في الداخل وتحركا مجديا على المستوى الخارجي.
على هذا المستوى زيارة مرتقبة للسفير الفرنسي المكلف بتنسيق المساعدات الدولية في لبنان بيار دوكان إلى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة، وهي زيارة تهدف إلى الحث على سلوك طريق الحلول الإصلاحية والشروع في التفاوض مع صندوق النقد الدولي.
وفي الحراك الفرنسي أيضا، علم أن لبنان كان حاضرا في الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. كما سيكون حاضرا في زيارة وشيكة يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي جان أيف لورديان إلى المملكة.
بعيدا من السياسة كان اليوم يوم وداع لحرم الإمام المغيب السيد موسى الصدر.. السيدة بروين خليلي في مدينة صور. محبو الإمام وعائلته وحركة "أمل" والمجلس الإسلامي الشيعي، شيعوا السيدة أم صدري المرأة الرسالية الصابرة المحتسبة التي كانت رفيقة درب الإمام في مسيرته الجهادية وقضت نصف حياتها على رجاء عودته، متحدية لوعة الفراق وحاضنة عائلتها في أقسى الظروف، فكانت مثال المرأة الزينبية المجاهدة المتأسية بساداتها من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
قبل أن يبت القضاء المختص بدعاوى الارتياب المشروع ضد المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، ثبت الكونغرس الأميركي كل ارتياب مؤكد، متدخلا في التحقيق ومطلقا الأحكام، وموزعا النياشين وشهادات حسن السلوك، كما فعلت لجنته للعلاقات الخارجية التي شهدت لنزاهة المحقق العدلي طارق البيطار- المحترم والعامل لخدمة بلاده كما قالت اللجنة.
فمن أين تعرفه هذه اللجنة وأعضاؤها حتى يعجبوا بكل هذه النزاهة؟، ولما هذه الإشادة بهذا التوقيت في وقت تنظر محكمة الاستئناف بدعاوى الرد المرفوعة ضده؟، أليس هذا ضغطا على قضاة محكمة الاستئناف ومحاولة التأثير السافر على عملهم؟.
وبدل أن يذرف نواب الكونغرس هؤلاء دموع التماسيح على تحقيقات المرفأ، هل يستطيعون الإجابة لما تمتنع بلادهم عن إعطاء صور أقمارها الصناعية المزروعة في سماء بلادنا والتي طلبها لبنان رسميا لتسهيل عملية التحقيق؟، ولما يتمنع القاضي المشهود بنزاهته أميركيا عن نشر تقرير ال"أف بي آي" الذي انتهى منذ شهور عدة عن أسباب التفجير؟، أم أن التستر مطلوب لإفساح المجال أمام عمليات الاستثمار؟.
إنه ليس ارتيابا بل اتهام واضح وبالدليل على الاستثمار الاميركي السافر باوجاع ودماء اللبنانيين، وعبر أدواتهم المتعددة.. فأي بلد سيادي هذا وأي قضاء مستقل؟، وأي احترام لعقول اللبنانيين ولدماء شهداء المرفأ ولكل الموجوعين؟.
في أوجاع اللبنانيين اليومية، خفت الطوابير وساعات العتمة وارتفعت الفواتير بما لا يطيقه أهل النكبة من اللبنانيين المصابين بقوت يومهم، فكيف بفواتير الكهرباء والمحروقات والكتب المدرسية والأقساط؟، ولا من يرحم، ولا من يتنازل عن قليل من الأرباح، وليس آخر هؤلاء أصحاب المولدات الذين أعلنوا صراحة عدم الالتزام بالسعر الذي حددته الدولة للكيلواط..
في مدينة صور الجنوبية حزن وحداد، وتشييع رسمي وشعبي مهيب للمرأة الصابرة وشريكة جهاد الإمام المغيب السيد موسى الصدر، السيدة الفاضلة باروين خليلي- أم صدري- بمشاركة ممثلين عن رئيسي مجلس النواب والحكومة، ومثل الأمين العام ل "حزب الله" سماحة السيد حسن نصر الله، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد..
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
الحلول الكبرى في لبنان تتوقف اليوم على ثلاثة أمور:
الأمر الأول، تزخيم المواكبة الإقليمية والدولية لمسار الخروج من الأزمة. فبعد لقاء الإليزيه بين الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة، والدعوة التي تلقاها الأخير من الرئيس رجب طيب أردوغان لزيارة أنقرة، ظل الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي محور رصد ومتابعة، على أمل ترجمته إيجابيا على مستوى العلاقة اللبنانية- الخليجية عموما والسعودية خصوصا.
الأمر الثاني، إطلاق التفاوض مع صندوق النقد الدولي، بعد مراجعة الخطة الحكومية السابقة وتحديثها، إضافة الى توحيد الأرقام لضمان نجاح العملية، وفق ما طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أخيرا خلال لقائه بوفد شركة لازار.
أما الأمر الثالث، فالتوصل الى أرضية معينة تتيح إعادة إطلاق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بما يحفظ حقوق لبنان ويضع حدا للمطامع والاستفزازات الإسرائيلية اليومية.
وفي موازاة ما تقدم، تتقدم الانتخابات النيابية المقبلة على سلم الأولويات المحلية، واليوم برزت دعوة المجلس السياسي "للتيار الوطني الحر" الى جعل الإنتخابات النيابية المقبلة موعدا للتعبير عن الإرادة الشعبية من خلال التنافس على برامج سياسية وإقتصادية تحقق التغيير المطلوب، بعدما ظهرت جليا الحاجة الى نظام سياسي وإقتصادي جديد.
وفي سياق الإستحقاق الدستوري، حذر المجلس من مشروع يطل برأسه لتعديل قانون الإنتخابات وحذف حق المغتربين بأن ينتخبوا من بينهم ستة نواب يتوزعون على القارات الست. وشدد المجلس على أن "التيار الذي ناضل من أجل أن يستعيد المنتشرون المستحقون جنسيتهم وأن يحصلوا على حق المشاركة في الإنتخابات إقتراعا وترشيحا وتمثيلا، يدعو المغتربين الى رفع الصوت لقطع الطريق على من يريد إنتزاع حقوقهم".
واعتبر "التيار" أن "أي محاولة للتلاعب بقانون الإنتخابات سيفتح الباب أمام تعديلات أخرى لهذا القانون الذي تم إقراره بإتفاق وطني، كرس للمغتربين حقوقا دستورية وقانونية لا تراجع عنها".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
من الإثنين المقبل الى الأربعاء، سيبحث وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في باريس جدول أعمال استراتيجي مشترك بين بلاده وفرنسا، يبدأ من دعم فرنسا والاتحاد الأوروبي، في منطقة المحيطين الهادىء والهندي، ليشمل تقوية القدرات الدفاعية للدول الأوروبية، وصولا الى مكافحة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي للارهاب.
أهمية اللقاء ليست في أنه تلا خلاف الحليفين التاريخيين نتيجة صفقة الغواصات مع استراليا، إنما في توقيته الموازي للانسحاب الأميركي المدروس من أكثر من منطقة في العالم، والبحث عن خارطة جديدة للنفوذ الدولي، تعبئ الفراغ الأميركي.
ففي وقت تصب واشنطن جهودها نحو وقف التمدد الصيني، تحاول باريس تثبيت مواطئ قدم لها في ليبيا والعراق ولبنان وغيرها من دول العالم.
على هذا الأساس، يكتسب الواقع اللبناني أهمية في فرنسا، التي دخلت بعد انفجار الرابع من آب بقوة على الخط اللبناني بعدما كانت رأس حربة في المطالبة بتطبيق الاصلاحات تمهيدا لعودة المساعدات والقروض الى لبنان منذ باريس 2.
ولكن منذ باريس 2 حتى اليوم، تصر الطبقة السياسية اللبنانية مباشرة ومواربة، على عدم تنفيذ الإصلاحات، لأن مصالحها الفردية أقوى من المصلحة الوطنية. فهل ستغلب هذه المرة أيضا الآعيب الصغيرة، الخطط الاستراتيجة للاصلاح والخروج من الانهيار المالي، عبر التفاوض مع صندوق النقد الدولي، أم سيتمكن فريق الحكومة من عرض أطر تنفيذية لكل ملف اصلاحي مطروح منذ باريس 2 حتى اليوم، أمام المبعوث الفرنسي بيار دوكان الذي يصل الى بيروت في غضون ساعات؟.
دوكان عندما سيصل سيضاء له مقر إقامته، كما ستضاء له المقرات الرسمية، وهو لن يشعر بتمدد الظلام في حياة اللبنانيين لا سيما أنه نتيجة خفض الإنتاج في معامل الكهرباء من 600 ميغاواط الى 400 ميغاواط، بسبب تدني مخزون المازوت والفيول أويل لدى مؤسسة كهرباء لبنان، انفصلت الشبكة الكهربائية عن معامل الإنتاج منذ العاشرة صباحا، وبالتالي لا تغذية بالتيار الكهربائي في كل لبنان.
وفي معلومات خاصة بالLBCI، فإن فرق الصيانة تحاول إعادة ربط الشبكة وزيادة الإنتاج الى 600 ميغاواط من جديد، ما يعني عمليا أن المخزون المتبقي قد لا يكفي حتى يوم الأربعاء المقبل، في وقت لا يزال الفيول العراقي يخضع للفحوص لدى مكاتب veritas. كل ذلك في وقت يتحكم أصحاب المولدات بالأسعار وبالناس.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
حلق لبنان "بجناحه المكسور" في إكسبو دبي، بعد أن حجزت له دولة الإمارات مكانا بين كبريات الدول، وأمنت تكاليف مشاركته من الباب إلى المحراب. وما كان على لبنان إلا أن يعرض فخر صناعته الوطنية لزعماء قادوه بملء إرادتهم إلى جهنم ووضعوه في أسفل درك، وجعلوه دولة مفلسة ومارقة على خريطة الدول.
بعين الحسرة، تابع من تسنى له من اللبنانيين احتفالية الافتتاح، خصوصا وأن الأطفال غنوا we are the world، وكنا لنكون لو أن سلطتنا المهترئة لم تصنفنا شعب الطوابير وتحولنا الى رهائن للذل، وفرضت علينا تعتيما شاملا وجعلتنا أسرى المحميات السياسية والطائفية.
افتتح الجناح وزيرا الاقتصاد والسياحة في حكومة: معا للإنقاذ: وقالا في المناسبة ما لم يقله مالك في الخمرة، ومعهما المدير العام لوزارة الاقتصاد الذي أصيب بنور الإيمان فتحدث عن لبنان الإشعاع، وهذا اللبنان محكوم من مافيا مولدات صارت سلطة فوق سلطة ولا يعلو عليهاأحد، بعد أن لزمتها الطبقة السياسية إذلال الناس وخيرتهم بين العتمة ودفع الملايين لتأمين التيار الكهربائي، وأمثالها كثر من مافيات المحروقات والغذاء والدواء.
والمنظومة الحاكمة والمتحكمة برقاب اللبنانيين، ما كانت لتتمادى في القتل البطيء لو لم تجد في الشعب أرضا خصبة، على قاعدة كما تكونون يولى عليكم وأمام الشعب فرصة للتغيير مدخلها صندوق الاقتراع، ومن هذه البوابة بدأت الدول الغربية تبعث برسائلها بالمباشر عبر سفراء وموفدين أو بالمواقف العابرة للحدود، وآخرها تصريح لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان الذي قال إن "تأليف الحكومة في لبنان خطوة مهمة للنهوض بهذا البلد"، معتبرا أن "على الحكومة اللبنانية تنظيم انتخابات مستقلة وشفافة".
وربطا بالموقف الفرنسي، يجري الحديث عن وساطة فرنسية مع السعودية لفتح أبواب الرياض أمام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وفي الوساطة يبذل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهدا لإقناع المملكة بالنجيب، لكن ميقاتي وعلى الرغم من حجمه قادر على أن يقف خلف إصبعه ليقينه بأن السعودية تتهم الحكومة بأنها محكومة من حزب الله، وأن هذه الحكومة ستنتج انتخابات بأكثرية مملوكة من الحزب، وتمهد الطريق لمرشحه ساكن بعبدا الجديد.أما تغيير النهج الفاسد والمتبع في إدارة الدولة والمؤسسات فهو ضرب من خيال.
وإلى مطلب الانتخابات الشفافة، فإن عين الخارج تراقب التحقيقات في ملف تفجير مرفأ بيروت وتنتظر النتائج، وفي ذلك ترى أن ما يتعرض له المحقق العدلي طارق البيطار هو حرب استباقية عليه، من اتهامه بالمسيس إلى تهديده، أضف إلى ذلك تلغيم الوفد اللبناني المفاوض مع صندوق النقد الدولي بالمستشارين لانعدام الثقة بالوزراء المنتدبين.
وقد جرى تعيين هؤلاء المستشارين بمرسوم طيار غير قابل للعزل، في عهد المراسيم الاستثنائية التي ضربت رقمها القياسي، في حين يجري القبض على مراسيم الضرورة من التشكيلات القضائية إلى خفراء الجمارك وحراس الأحراج، ومعهم مرسوم الترسيم وإعفاء ثلاثة مديرين عامين موقوفين في ملف تفجير المرفأ من مهامهم. وكل هذه المراسيم تنام نومة أهل الكهف.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك