أفادت المفوضية السامية للامم المتحدة بأن المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي حث المجتمع الدولي على تقديم المزيد من الدعم لكل من الشعب اللبناني واللاجئين على أراضيه، وذلك عقب زيارته ليومين إلى لبنان.
صرح غراندي بحسب بيان المفوضية قائلا: "أزور لبنان وهو يمر بمرحلة بالغة الصعوبة. يعاني كل من الشعب اللبنانيين واللاجئين بشدة جراء الأزمة السياسية والإقتصادية والمالية التي تطال الجميع."
وأضاف البيان: "كان المفوض السامي التقى كلا من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلسي النواب والوزراء بالإضافة إلى العديد من الوزراء والفعاليات الرسمية للبحث في سبل تقديم المساعدات للبنانيين والسوريين. وقال: "أقوم بنداء عاجل للمجتمع الدولي لتقديم المزيد للاجئين وللبنانيين. فالدعم الذي ينالونه ليس كافيا لهم في ظل هذا الوضع المأساوي."
ويواصل لبنان استضافة أكبر نسبة من اللاجئين في العالم مقارنة بعدد سكانه. ويعيش كل تسعة من أصل عشرة لاجئين فيه في الفقر المدقع، مع ما يقارب نصف اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر.
كما وزار غراندي اللاجئين السوريين في سهل البقاع الذين تكلموا عن "صراعاتهم المروعة في التمكن من تأمين أبسط الاحتياجات اليومية لعائلاتهم".
ثم صرح غراندي قائلا: "باتت العائلات يائسة وقد أخبرني اللاجئون بأن صبية ممن تقارب أعمارهم الثانية عشرة لا يذهبون إلى المدرسة إذ يتعين عليهم العمل لمساعدة عائلاتهم."
وأضاف: "أخبرتني الأمهات، عند مرض أطفالهن، بأنه يتعين عليهن اختيار من سيحصل على الدواء وهذا خيار لا يجب على الأهل مواجهته. ومع ذلك، أصبحت العديد من العائلات اللبنانية تعاني من نفس المشكلة."
وقد زادت المفوضية دعمها للاجئين واللبنانيين في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وتداعيات جائحة كورونا حيث قدمت مساعدات مباشرة للعائلات ودعما للبنى التحتية. وفي استجابتها على تداعيات كوفيد-19، زودت المفوضية ثلاثة عشر مستشفى بأسرة لوحدة العناية المركزة وأجهزة تنفس ومعدات طبية أخرى. كما ودعمت المفوضية المستشفيات بالمازوت. وفي الأشهر المقبلة، سيتم تقديم المساعدات للعائلات اللبنانية وللاجئين الأكثر فقرا لمساعدتهم على تأمين التدفئة هذا الشتاء.
وناقش أيضا خلال زيارته جهود المفوضية لإيجاد حلول للجوء بما في ذلك إعادة التوطين في بلد ثالث والعودة الآمنة والطوعية إلى سوريا.
وختم: "في حين أن غالبية اللاجئين يقولون إنهم يرغبون في العودة إلى ديارهم في نهاية المطاف، فإن معظمهم لم يفعلوا ذلك بعد. من المهم أن نواصل العمل مع جميع المعنيين - الحكومة السورية والدول المضيفة والمانحين - لمعالجة العقبات التي تحول دون العودة والمساعدة في خلق بيئة من شأنها تمكين العودة الآمنة والطوعية إلى سوريا. ويشمل ذلك توسيع نطاق المساعدة الإنسانية داخل سوريا للمساعدة في جعل أي عودة طوعية مستدامة".
وقد غادر غراندي لبنان متوجها إلى سوريا "حيث سيلتقي المسؤولين السوريين ويستعرض الوضع الإنساني والاستجابة الإنسانية."
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك