كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
يُسيطر هاجس الامن على نفوس اللبنانيّين بشكلٍ غير مسبوق، فكلّ ما يحصل من حوادث أمنيّة متفرّقة، من أبسط عمليات السّرقة والسلب الى الـ"ميني حروب" يُنذر بالاسوأ، وبأنّ الامن لم يعد ضمانة في لبنان، بل قد يكون عنوان الفصل الجديد من حياتنا في جهنّم، رغم جهود المؤسّسات الأمنية التي ضربتها الازمات في الصّميم أيضاً.
"كيف أحمي نفسي؟" السّؤال المستجدّ الذي أُدخل الىلائحة الأسئلة الوجوديّة التي يطرحها اللبنانيّ باستمرارٍ كـ"ماذا أُطعم عائلتي؟"، و"بأي وسيلة أتنقّل"،و"ما الطريقة لتدفئة منزلي وإضاءته؟" وغيرها من التساؤلات التي تجعلنا نتأكد من أنّ ما نعيشه في هذه الحقبة التاريخيّة لا يدنو من مصطلح "حياة"، فأيّ حياة هذه؟
وبالعودة الى الامن، لا يُخفى على أحدٍ سباق التسلّح الذي يحصل، الكلُّ خائف على حياته ومصيره من السّرقة والسلب والخطف والحرب والقتل. السّارقون كثرٌ، البعض سرق مالك وكرامتك منذ زمنٍ بعيد، والبعض الاخر يُصوّب على حياتك ويضعها رهن حساباته المحليّة والاقليميّة. هناك من يسرق بدافع الجوع والعوز، وهناك من يقتل بدافع الشّحن والغضب، وتجد أيضاً من يخطف شعباً وبلداً مُقابل فدية على أشكال هدايا سياسيّة. والنتيجة واحدة، اللبنانيّون خائفون، من بعضهم البعض، ومن السياسيّين. فهل الامن الذاتي بات مُبرّراً؟
يُجيب وزير الداخلية السّابق مروان شربل على هذا السؤال بالقول: "لا دولة في لبنان، ولا ثقة بالمسؤولين ولا من يسأل عن أموال اللبنانيّين وحياتهم ومستقبلهم، لا بل يعملون على تأجيج الوضع بدلاً من إيجاد الحلول واتخاذ قرارات مفيدة، لهذا السّبب يخاف المواطن ويلجأ الى الامن الذاتي للاسف"، مضيفاً "السلاح موجود في كلّ منزل في لبنان، ويظهر علناً في أيدي المناصرين، في وقت تتحكّم فيه خمسة أحزاب طائفيّة بحياة اللبنانيّين، أضف الى ذلك أنّ الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة تزداد سوءاً وتدهوراً بسبب الحكام أنفسهم ما يزيد من الاحتقان"، مُستبعداً في الوقت نفسه تفاقم الأوضاع على الصعيد الأمني وصولاً الى حربٍ "لانّ هذا ليس من مصلحة الأحزاب التي تحرص على البقاء في السّلطة وفي المناصب التي تُشبه الدجاجات التي تبيضُ ذهباً".
وفي الختام، يعتبرُ شربل أنّ "ما أوصلنا الى هذا الوضع والى الولاء الاعمى للأحزاب هو إلغاء خدمة العلم في وقت يتوجّب فيه على كلّ شاب لبناني من مختلف الطبقات الاجتماعيّة والأديان والطوائفأن ينخرط فيها، لانّ هذه الخدمة كفيلة بتخفيف الانتماء الحزبي، وتعلّم الانضباط ومحبّة الوطن قبل أيّ شيء".
القوّة للسّلاح، والسّلاح للقويّ.تختصر هذه العبارة ما يحصل، في وقت تنهال فيه بعض التّصريحات التي قد تُشعل حروباً أكثر فتكاً من أكبر ترسانات العالم. نعم لخدمة العلم. ولكن إبدأوا بتجنيد السياسيّين...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك