كتبت رانيا شخطورة في "أخبار اليوم":
اعتاد كثيرون على أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية، مع بدء فصل الخريف، لكن هذا الإجراء الوقائي اخذ أهمية "فائقة"، منذ تفشي وباء كورونا الذي أصاب عشرات الملايين حول العالم.
وقد شهد العام الماضي، بحسب تقارير صحية، مستويات منخفضة تاريخيًا من نشاط الإنفلونزا، يعود ذلك على الأرجح إلى تدابير الوقاية من الفيروس التاجي، مثل التباعد الاجتماعي وإغلاق المدارس وارتداء الأقنعة وتقليل السفر... الى جانب الانتشار الواسع لتلقي لقاح الانفلونزا.
ومنذ عدة ايام بدأ بعض اللبنانيين - كما كل عام- "رحلة البحث" عن لقاح الانفلونزا، الذي يقي من عدة عوارض من الرشح والـ GRIPPE المشابهة لعوارض كورونا، وبالتالي يمكن تجنب اجراء فحوصات الـ PCR بشكل متكرر، او ما قد يرافق ظهور هذه العوارض من ايام حجر...
لكن حتى اليوم، هذه الرحلة تبوء بالفشل - على غرار البحث عن مجمل الادوية- اذ افاد احد الصيادلة وكالة "أخبار اليوم" ان الشركات المستوردة لم تحرك بعد ساكنا لاستيراد هذا اللقاح، ولم تُسأل الصيدليات عن حاجتها، على الرغم من انها تسجل طلبات للذين يرغبون بتلقي هذا اللقاح.
وفي هذا السياق، يُنصح بشكل عام بتلقّي اللقاح بدءاً من أواخر أيلول وحتى كانون الأول، اذ ان موسم الأنفلونزا يبدأ من أواخر أيلول، وقد يستمرّ حتّى شهر أيار، وبالتالي كلما كان تلقّي اللقاح باكراً، كلما كان افضل.
فمتى يصبح هذا اللقاح متوفرا؟
يشرح نقيب الصيادلة غسان الامين، عبر "أخبار اليوم" انه حتى الآن لم يتم استيراده الى لبنان، مشددا على المشكلة الاساسية التي تواجه الاستيراد تكمن في الدعم.
يذكر انه في السنوات السابقة كان السعر لا يتجاوز الـ 22 الف ليرة لبنانية اما اليوم فسيكون على اساس سعر الصرف بمعنى انه قد يتجاوز الـ 300 الف ليرة، وبالتالي فان الشركات المستوردة، قد تحجم عن الاستيراد لعدم القدرة على بيعه، حيث الناس قد لا تأخذ اللقاح لتفادي الرشح اذا كان سعره مرتفعا جدا.
وردا على سؤال، يوضح الامين ان هناك شركتين تستوردان لقاح الانفلونزا، متوقعا ان تستورد هذا العام ايضا لكن بكميات قليلة جدا مقارنة مع السنوات السابقة. ويقول: المرحلة دقيقة والدواء الذي يجب ان يدعم لم يتم دعمه، فكيف اذا لم يكن من الاساسيات، مستطردا الى الاشارة ان ادوية القلب والضغط والامراض المزمنة والسرطان - التي يجب ان تحصل على دعم - لم تستورد منذ نحو 4 اشهر. لافتا الى ان مصرف لبنان حدد مبلغ للدعم، في حين ان وزارة الصحة تنكب في الوقت الحالي وبجدية كبيرة على تحديد الاولويات والدراسات الجدية التي ستصدر نتائجها خلال اسبوع لناحية النوعية والكمية والاولوية لا سيما بالنسبة الى عدم رفع الدعم بشكل كامل عن ادوية الامراض المستعصية او المزمنة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك