استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، قبل ظهر اليوم في مقر المجلس، في حضور الامين العام للمجلس نزيه جمول، نائبة رئيس البعثة البريطانية في لبنان أليسن كينغ، التي هنأته بحلول عيد المولد النبوي الشريف. وكانت مناسبة جرى خلالها التباحث في تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.
ورحب الشيخ الخطيب بالسيدة كينغ في مقر المجلس "الذي يفتح ابوابه للجميع لما فيه مصلحة مشتركة، لا سيما وان لبنان يحتاج في هذه المرحلة الخطيرة الى مزيد من دعم الدول الصديقة والشقيقة"، وقال: "نحن منفتحون على كل حوار ونقاش يسهم في النهوض الاقتصادي ولجم الانهيار وتحقيق الاستقرار في لبنان".
واكد "ضرورة ان تكشف الجهات المعنية حقيقة ما جرى حول المجزرة التي تعرض لها مواطنون لبنانيون مدنيون يعبرون عن رأيهم في تظاهرة سلمية في منطقة الطيونة، اطلقت عليهم النار جهة مشبوهة اعتادت القتل ونشر الفوضى واستغلال حراك الناس وجوعها، وما زالت تلتزم الخطاب المتشنج المثير للفتن والاضطراب، وتحميلها تبعات المجزرة التي ارتكبتها عن قصد، وتعمد اليوم الى تخويف المسيحيين واثارة الفتنة بين اللبنانيين، ونحن لن ننجر الى فتنة داخلية لاننا نعتبر ان اللبنانيين اخوة وشركاء، ونرفض ان يتكرر المشهد السوري في وطننا".
ورأى ان "الفساد والانهيار الاقتصادي فعل تراكمي تتحمله السياسة الاقتصادية للحكومات المتعاقبة ولا يجوز تحميل المقاومة تبعاته، ونحن نطالب باجراء الاصلاحات". وقال: "اننا نستنكر الحصار والعقوبات التي أدت الى معاناة كبيرة للشعب اللبناني وفاقمت من حدة الازمات الاجتماعية، ونرى ان الاصلاح الحقيقي يبدأ باستكمال تطبيق اتفاق الطائف باجراء انتخابات نيابية خارج القيد الطائفي وانشاء مجلس شيوخ، وهذا الاساس في بناء دولة المواطنة وخروج لبنان من دوامة الانقسامات السياسية وتجنبه الوقوع مرة بعد اخرى في الحروب الداخلية".
من جهته، قالت كينغ: "يسعدني أن ألتقي فضيلة الشيخ علي الخطيب وأهنئه بعيد المولد النبوي الشريف. يمر لبنان بإحدى أصعب الأزمات في تاريخه الحديث، وتؤدي الأزمة الاقتصادية الحادة إلى تدهور أوضاع اللبنانيين المعيشية وتدفع بهم نحو المزيد من المصاعب. لقد دعت المملكة المتحدة وستواصل الدعوة إلى إصلاحات عاجلة وأساسية ولو متأخرة لإنقاذ لبنان من الانزلاق الحاصل. وتضيف أحداث الأسبوع الماضي المزيد من الألم إلى بلد عانى بالفعل بما فيه الكفاية. انضممنا إلى أصوات كثيرة في الدعوة إلى الهدوء وضبط النفس لما فيه خير الشعب اللبناني، فالمواجهة العنيفة ليست من مصلحة أحد، ولا يمكن للبنان أن يجد طريقه إلى السلام والاستقرار إلا من خلال الحوار والتعايش".
واستقبل الخطيب، في حضور الامين العام للمجلس، وفدا من تجمع العلماء المسلمين ضم: الشيخ ابراهيم بريدي، الشيخ حسين غبريس، الشيخ ماهر مزهر، الذين هنأوه بحلول عيد المولد النبوي الشريف، ووجهوا اليه الدعوة للمشاركة في مؤتمر الوحدة الاسلامية.
ورحب الشيخ الخطيب بالوفد، وقال: "مناسبة كريمة تدعونا الى الوحدة والتعاون والثبات، ولا سيما اننا اليوم نرى تجليات الوحدة على مستوى توحد الموقف باتجاه اعادة الاولوية للقضية الفلسطينية"، متمنيا للمؤتمر "النجاح في اعماله لما فيه خدمة الوحدة الاسلامية".
وقال الشيخ بريدي اثر اللقاء: "نزولا عند نداء الله عز وجل لهذه الامة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، كثيرة هي الأصوات والأدوات التي طرأت على هذه الامة لتجعل منها أمة متفرقة، وتباعد بينها إما بالسياسة وإما بالفتن المذهبية، كان لا بد للأصوات الصادقة والمخلصة أن تعلي صوتها وخصوصا بمناسبة ولادة رسول الله واسبوع الوحدة الإسلامية أن تعلي صوتها لتذكر الأمة أن الوحدة هي الأساس والتفرقة هي العرض. فلا بد من محاربة كل صوت يؤدي الى التمزيق والتفريق، كان من الواجب لتجمع العلماء المسلمين أن ينظموا مؤتمرا ويصدحوا فيه الى العالم بضرورة الوحدة، الوحدة الدينية، الوحدة الفقهية والوحدة الرؤيوية والأهداف حتى تعود الأمة الى عزتها، وأن تذكرها بقضاياه التي قد تكاد أنها تنسى بجريرة البعض. ولكن لا بد من إعادة البوصلة الى طريقها والى المسار الصحيح حتى نكون قد استجبنا لنداء الله سبحانه وتعالى في إخلاصنا، فجئنا ندعو هذه الدار المباركة بشخص نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لكونها لها تاريخ في شد الاواصر وفي بث روح الوحدة والتضامن إن على الصعيد الديني الإسلامي وإن على الصعيد الوطني، ونسأل الله سبحانه وتعالى لهذا المشروع أن يتم وأن تعود الأمة بوحدتها الى سبل الانتصار وإعادة الحق لأهله على مستوى رقعة الإسلام".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك