عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقرّه المركزي في المدور، إجتماعها الدوري، وترأّس الجلسة رئيس المجلس المهندس ميشال متى بحضور الأعضاء، حيث تمّ التداول في الأوضاع المعيشية والإقتصادية المتردية، والأمنية المستجدة، كما تمّ البحث في عددٍ من القضايا الهامة في المجلس لا سيما عن دوره الإجتماعي والأساسي في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة التي نمرّ بها، فضلًا عن مواضيع أُخرى. وعلى الأثر أصدر المجتمعون البيان التالي:
"أولًا: تلقى المجلس العام الماروني بأسى وحزن كبيرَين، خبر وفاة رئيس مكتب راعوية الشبيبة في البطريركية المارونية ومدير المركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين في دير مار سركيس وباخوس في ريفون المونسنيور توفيق بو هدير.
أسف المجتمعون لهذه الخسارة الموجعة، وإنّهم إذ يتقدّمون بأحر التعازي بإسم رئيس وأعضاء المجلس والجمعيات التابعة له، من غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومن أهل الفقيد الغالي، راجين الله أن يسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله وأحبائه الصبر والسلوان.
ثانيًا: إستنكر المجتمعون الأحداث الدموية الأخيرة في بيروت، وتحديدًا في الطيونة وعين الرمانة، مشدّدين على ضرورة درء الفتنة عن هذه المنطقة الحساسة التي كانت خط تماس إبّان الحرب الأهلية، مطالِبين المسؤولين والأحزاب على حدٍّ سواء التحلّي بالمسؤولية في لغة التخاطب السياسي وعدم شد عصب الشارع والشارع المضاد، لإبعاد شبح الحرب عن مجتمعاتنا، نظرًا لحساسية المرحلة التي تتطلّب منَا جميعًا الوعي وتضافر الجهود وضرورة إرساء الأمن تمهيدًا لإجراء الإنتخابات النيابية المقبلة التي يجب أن تكون الوسيلة الوحيدة للتمثيل الصحيح.
ثالثًا: توقّفت الهيئة عند الوضع الإقتصادي الصعب الذي يعيشه اللبنانيون وخاصّة بعد رفع الدعم عن المحروقات على أنواعها، مع الزيادة الجنونية في أسعارها الذي أشعل بناره أسعار بقية السلع، بالتزامن مع أزمة الأدوية وساعات التقنين القياسي في التيار الكهربائي إن من جهة كهرباء الدولة أو المولدات الخاصة.
فتمنّى المجتمعون من الحكومة الجديدة التي استلمت كرات النار هذه، الإسراع في الإصلاحات وإنجاز البطاقة التمويلية التي من شأنها تخفيف وطأة الأزمة عن كاهل المواطنين.
رابعًا: حذَّرَ المجتمعون من الهجرة الضخمة التي اجتاحت مجتمعنا اللبناني في الآونة الأخيرة، وخاصةً من المسيحيين، لما لها من تأثيرات خطيرة على مستقبل لبنان الذي يخسر أصحاب الكفاية والعلم والقدرة الذين يهاجرون إلى مختلف البلدان هربًا من الأزمة الإقتصادية.
إنّ خسارة الطاقات اللبنانية بشكل عام سيؤثّر سلبًا على عملية النهوض واستعادة العافية، إلّا أنّ هجرة العائلات المسيحية بشكلٍ خاص ستخلق إختلالًا خطيرًا في التوازن الديموغرافي.
لذا، ومن موقعِنا المَعني بهموم اللبنانيين عن قرب، ندعو إلى التنبّه من هذه الظاهرة الخطيرة التي من شأنها أن تُساهم في تأزّم وضع الكيان اللبناني.
خامسًا: وأخيرًا، وفي إطار عمل المجلس الإنساني والإجتماعي، قيّمَت الهيئة وضع التقديمات، وأوصت بمتابعة العمل، وبذل أقصى الجهود من أجل مساعدة الرعايا والجمعيات التابعة له، من خلال مراكزه الصحية التي تقدّم الأدوية والفحوصات الطبية شبه المجانية.
كما وأثنى المجتمعون على نشاط لجنة المساعدات في المجلس، وتفانيها في العمل الإجتماعي، وقرّروا إيلاء هذا الشق الإنساني مساحةً أكبر من التقديمات لمساعدة المواطنين في مواجهة التحديات الناجمة عن الأزمة الإقتصادية الحادة التي يعيشونها، ريثما تجد الدولة الحلول المناسبة لتأمين أدنى مقوّمات العيش الكريم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك