أطلقت جمعية "درب المسيلحة"، برعاية بلدية البترون، نشاطها رسميا خلال احتفال أقيم عند مدخل الدرب، في حضور النائبين جبران باسيل وسيزار أبي خليل، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس بلدية البترون رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك، ممثل شركة Batco المهندس بطرس جرمانوس ورؤساء بلديات ومخاتير ورؤساء أندية وجمعيات وهيئات بترونية ومهتمين.
بعد النشيد الوطني، قدمت للحفل المهندسة ستيفاني مبارك، فقالت: "اليوم موعد جديد مع مشروع فريد من نوعه هو نتيجة حلم شباب يحبون البترون بصدق. درب المسيلحة هو ثمرة جهد وتعب وتعاون بين شباب البترون والبلدية، هو حلم أصبح فكرة والفكرة أصبحت مشروعا حمل إسم المسيلحة لإكمال رحلة السياحة واستقبال كل الناس وهواة المشي والرياضة والتمتع بطبيعتنا الخلابة".
وألقى رئيس جمعية "درب المسيلحة" الدكتور خالد نخله كلمة أعلن فيها "اننا نحتفل اليوم بإطلاق جمعية درب المسيلحة كي تنضم الى أخواتها من الجمعيات التي أسست منذ العام 2005 والتي تشكل حجر الزاوية في رؤية معالي الوزير باسيل الانمائية والاجتماعية والثقافية، أرادها مثالا يحتذى به في كيفية تشكيل مجتمع مدني بناء، قريب من مشاكل الناس وهمومها، يعمل على حلها من خلال برامج ايجابية طموحة بعيدة كل البعد عن السلبية من جهة والشعبوية من جهة ثانية".
واستذكر "ولادة الفكرة واقتراح زميلنا عساف مهنا للمشروع وتبنيه من الوزير باسيل والرئيس مرسيلينو والزيارة التفقدية الأولى للقناة، حيث تكشفت روعة المعالم التراثية والطبيعية التي تمر عبرها. وبعد إعداد التصاميم من قبل زميلنا المهندس مارك أبي كرم وبعد تمني الوزير باسيل، استجابت الشركة المتعهدة باتكو لبناء سد المسيلحة بدعم المشروع، وبدأ العمل على سقف القناة لتصبح ممرا امتد في مرحلته الأولى حوالي 13 كلمترا حتى دير سيدة كفتون. من هناك قامت الحكومة الالمانية مشكورة باستكمال المسار حتى وصل اليوم الى تنورين التحتا. أصبح درب المسيلحة بسرعة قياسية مقصدا للسياحة البيئية والرياضية يؤمه آلاف الأشخاص من المناطق كافة لممارسة رياضة المشي في الطبيعة، وساعد على ذلك اهتمام جار الدرب جورج أبي راشد بالموقع الالكتروني، في وقت أخذت بلدية البترون على عاتقها الاهتمام بنظافة المكان والعناية به وتنظيم الدخول اليه بمبادرة مشكورة من الرئيس مرسيللينو الحرك".
وأردف: "بعد صدور العلم والخبر الرسمي، ندعو جميع المهتمين وخاصة الشابات والشباب منهم للانتساب الى الجمعية وانتخاب هيئة ادارية شابة تتولى متابعة المسيرة التي نتمناها طويلة وزاخرة بالمشاريع المستقبلية الطموحة، لأن انشاء درب المسيلحة ليس سوى البداية لسلسلة مشاريع أعددناها، أذكر منها على سبيل المثال المشروع الكبير الذي قدمناه الى البنك الدولي وحل أولا بين كافة المشاريع المقدمة، ويشمل ترميم الطواحين والجسور القديمة المحيطة بنهر الجوز واستكمال المسار وصولا الى ساحل البترون حيث يتحول الى مسار للدراجات الهوائية حتى منطقة تحوم ثم مشيا في وادي حربا حتى دير رفقا فدير الحرديني، حيث يستكمل وصل الحلقة مع درب المسيلحة عبر وادي كفيفان ثم وادي كور وصولا الى ملتقى الوديان في رشكيدا".
ثم ألقى الحرك كلمة قال فيها: "هذه هي البترون، الغنية بأسواقها الأثرية التي تستقطب المستثمرين كما السياح، وأصبحت مقصدا للسياحة ومدينة مشهورة ببحرها وشاطئها النظيف الذي نحافظ عليها وصولا الى هذا الدرب الذي يتميز بهدوء وجمال طبيعي واخضرار نقي لا نشبع منه، وكان تنفيذه أولوية لبلدية البترون من أجل تحويله مقصدا ككل الأماكن في المدينة التي تتميز عن كل المناطق".
أضاف: "الهدف الأول من هذا الدرب كان تأمين منفذ لأبناء المنطقة لكي يتمكنوا من ممارسة رياضة المشي ويتمتعوا بجمال الطبيعة بالاضافة الى استقطاب عدد أكبر من الهواة وإضافة معلم بيئي جديد الى معالمنا السياحية. ومن أجل الاستمرارية والمحافظة على نظافة هذا المكان من خلال الصيانة الدائمة، تم وضع اتفاقية تعاون مع جمعية درب المسيلحة التي استحصلت على علم وخبر من الجهات المعنية. إن إنشاء هذا المشروع كان بطلب من بلدية البترون الى معالي الوزير جبران باسيل والوزير سيزار أبي خليل اللذين أعربا عن إعجابهما بالفكرة انطلاقا من تشجيعهما ودعمهما لرياضة المشي والاستكشاف، وطلبا من شركة Batco بشخص مديرها أنطوان أزعور والممثلة اليوم بالمهندس بطرس جرمانوس ولهم كل الشكر على تلبيتهم الطلب وتجاوبهما وعلى كرمهم ومحبتهم للبترون".
وختم: "وعدناكم سابقا أننا كبلدية سنبقى بجانبكم لكي نمشي معا على هذا الدرب، لأن البترون بالقلب وعلينا واجب العمل لتطويرها والعمل في سبيل المحافظة على جمالها وتميزها، وها نحن اليوم بصدد استكمال العديد من المشاريع، ومنها مشروع الصرف الصحي وإطلاق العمل في معمل معالجة النفايات قريبا جدا، لكي تبقى البترون كما أردناها المدينة النظيفة التي تلفظ شتى أنواع التلوث وكل ما يعكر صفاءها وجمالها".
من جهته قال باسيل: "اشتقنا لأن نلتقي ونبني ونعمر، لأن كل ما يدمر أبعدنا عن بعضنا، اشتقنا لأن نلتقي ونطلق مشاريع جديدة، لأن ما يحصل في بلدنا منعنا من التفكير ومن الفرح بأن نفكر ونحقق كل ما خير وايجابي، وحل الفكر الهدام مكان الفكر البناء. بلد ومجتمع لا يبنيان على الشتيمة والسباب وعلى اتهام الجميع بالفساد والسوء لبلد فيه مواطنون يحبون بلدهم ويعملون من أجله".
أضاف: "ها نحن اليوم في قطعة من بلدنا، منطقة البترون التي نحبها ونتسابق على محبتها والعمل من أجلها لأن قدمت لنا الكثير، وآن الأوان لأن نعمل لها ونقدم لها وهي تستحق منا الكثير. وهذه الدرب لم يقمها أحد بل نحن ورثناها من أجدادنا، وما حصل أن رئيس البلدية مرسيلينو الحرك وشباب البترون لفتوا نظرنا إليها، ونحن استكشفنا واستطلعنا، وجاءت الفرصة بالتوازي مع بناء سد المسيلحة، وعندما سألنا المتعهد أنطوان أزعور ماذا نريد، كان طلبنا هذا الدرب لكي يصبح سهلا للمشي، فكانت لنا هذه المكافأة التي حصلنا عليها، فكان هذا الدرب ثمن مشروع سد المسيلحة من الشركة المتعهدة".
وتابع: "تم تنفيذ جزء منه بطول 12 كلمترا (الى بقسميا) و13 كلمترا ونصف (الى كفتون)، ومن ثم تم استكماله مع GIZ الى شلالات بيت شلالا الرائعة وبعده الى تنورين التحتا، فأصبح طوله يتراوح بين 29 و30 كلمترا، وهو درب فريد من نوعه في لبنان، وأول درب مشي تتوفر فيه شروط البيئة والحماية والذي يربط ساحل قضاء بجرده ويسمح لنا بالمشي على ضفاف نهر بين وديان نهر الجوز ونستكشف معالم بيئية وطبيعية ونتمتع بجمال منطقتنا. الانجاز اليوم ليس فقط إنجاز الدرب التي كلفت وقتا وجهدا ومالا ومتابعة والعمل فيها لم ينته وبحاجة للمزيد من الاعمال. هذا بالاضافة الى العديد من المشاريع التي خططنا لها و17 تشرين أعاقت العديد من المشاريع ومنها مشروع ربط القضاء ببعضه من وسطه الى جرده بمسارات مشي ودراجات هوائية، وللأسف ان أي مشروع يضيع من الصعب جدا استعادته، وهناك مشاريع توقفت ومن الصعب أن نعيد وضعها على سكة التنفيذ".
وقال: "كما في البترون كذلك على مستوى كل لبنان هناك مشاريع توقفت، والسبب أن كل من سعى لمشروع اصبح متهما بالصفقات وبالسرقات، على أمل ان يكون لقاؤنا اليوم بداية الخروج من الظروف التي تحكمت بنا الفترة الماضية والعودة الى ورشة البناء. إن التحدي الكبير أمام الجمعية هو المحافظة على الطريق وتنظيفه وحماية ظروف المشي عليه وهذا هو الاصعب".
وأردف: "الشكر الكبير الذي لا ينتهي هو لرئيس البلدية مرسيلينو الحرك وللشركة المتعهدة Batco ولشباب الجمعية الذين بذلوا جهدا كبيرا ولحراس الدرب ولكل البلديات الواقعة على مسار الدرب وصولا الى تنورين. ندعو الى التنافس على الخير وتنظيم النشاطات على اختلافها لحماية الدرب المميز الذي أضيف الى معالم البترون السياحية التي لا تقتصر على السهر، بل هناك العديد من السياحات البيئية والرياضية وغيرها، على أمل أن نرى سد المسيلحة مغمورا بالمياه قريبا ليكون مدعاة فرح للمواطنين، لأن من أسوأ الامور في وطن يتقاسمه مواطنون شركاء فيه أن يكون هناك من يفرح وايضا من يحزن لإنجاز مشروع، وكذلك عندما يتوقف مشروع ايجابي، نجد ان هناك من يحزن وهناك من يفرح في الوقت نفسه، بدلا من ان يكون هناك إجماع حول اي مشروع ايجابي، ما يوحي بفوارق كبيرة بالتفكير. وسد المسيلحة اليوم يحتاج الى نصف بالمئة من كلفة لانهاء العمل فيه، لأن السد دائما يكون حقل اختبارات وتجارب خلال إنجازه. ونحن ندرك أن المتعهد لن يقبل بأن تكون هناك ورشة قرب الاوتوستراد منتهية، الا أنها لم تنته بعد ومن حقنا وحق المواطنين أن يشهدوا على إنجاز السد".
وختم باسيل: "كلنا أمل أن نحتفل قريبا بانتهاء العمل بسد المسيلحة وسد بلعا وفي كل المشاريع التي تحمل الخير والتي مهما تأخرت ستنتهي قريبا، ونحن على ثقة اننا سنلتقي دائما على خير منطقتنا ووطننا وعلى فرح أهلنا أينما كانوا".
بعد ذلك وقع الحرك ونخله مذكرة تفاهم بين بلدية البترون وجمعية "درب المسيلحة"، وفتح باب الانتساب، ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك