كتب د. جورج حرب:
التفاؤل المفرط يعتبر تضليلاً، والتشاؤم الكلي يعتبر يأساً، والتغاضي عن إيجابيات تحصل يعتبر تآمراً، وعدم رصد معوقات التسوية يُعتبر غباءً، ليبقى خيارنا ربط التطورات التي حصلت في لبنان خلال اﻷسبوعين الماضيين، فتعترضنا تساؤلات من شأنها أن توضح الصورة الحقيقية امام اي لبناني يحاول بعض الاعلام تيئيسه.
- هل إذا ما كنا فعلاً ذاهبين إلى حرب، من شأن اﻷطراف المعنية توزيع مخزونها اﻹستراتيجي من المحروقات؟ منها ما حجز ومنها من قامت هي بتوزيعه؟
- إذا كانت حظوظ التسويات معدومة، هل كان المفاوض اﻷميركي ليأتي إلى لبنان خلال اﻷسبوع المنصرم، ليحصل على أجوبة إيجابيّة بموضوع ترسيم الحدود البحرية، ويغادر في اليوم التالي إلى مصر ليبلغ الرئيس عبد الفتاح السيسي استثناء الولايات المتحدة نقل الغاز المصري إلى لبنان، من عقوبات قيصر، عبر الأراضي السورية؟
- هل النتائج اﻹيجابية لمفاوضات الحكومة مع صندوق النقد الدولي، تأتي من عبثية المفاوضين اﻷجانب، أم أنها تأتي من قرار دولي بلملمة الوضع المالي في لبنان لحين البدء باستخراج الغاز؟
- هل أن ما يظهر في تحقيقات أحداث الطيونة، وتآمر فريقين مستبعدين من التسوية اﻵتية، لا يشكل دليلا على أنّ نارها وصلت إليهما، فيحاولان حجز مكان لهما على الطاولة التي لن يعرفانها؟
- هل تحرك الجيش بقوة لضبط الشارع، واستصدار قرارات قضائية لزعامات لبنانية، لا تثبت مقولة ضبط الوضع في لبنان والتهدئة كي لا تزعج اﻷحداث المفاوضين؟
- هل رفع التيار الوطني الحر وحزب الله لسقف تصاريحهما، حول اﻷحداث والقوانين اﻹنتخابية وتواريخها، لا يستند على خطوط تُرسم وأحرف تًكتب حول لبنان الجديد، وعلى من انتصر في اﻹستراتيجيا، أن يكسب وقته ليترجم انتصاره في الداخل؟
- هل تصريحات الرئيس الروسي منذ يومين، وتركيزه على اللاحرب في لبنان، وأنه يمكن أن يساعد في تحقيق المرفأ عبر صور ربما هي لديه، وكلامه عن مافيا وفاسدين حاولوا طمس سرقاتهم في المرفأ فأتى التفجير، ألا تأتي في سياق التخلص الدولي من الفاسدين في لبنان؟
- ألا نجد أن اختفاء زعماء لبنانيين عن الساحة السياسية، يوحي بقرار ترجمه بوتين بصراحته المعهودة؟
- هل العرض الأميركي حول توليد الكهرباء يأتي ضمن استثماراتهم الخاسرة، ام انها منطقية في بلد منهار ولكنه واعد؟
نعم، إنها الوقائع واﻷحداث، التي تؤكد وجود تسوية ليست ببعيدة، واﻷمور في لبنان إلى أيام حلوة، لكنها العادة اﻷميركية خلال التفاوض، والتي تحافظ على ضغط هائل لا ترفعه إلى حين التوقيع، وربما ﻷنهم يعرفون اللبنانيين جيداً، لا بل جيداً جداً، فلا يمكنك الحصول من السياسي اللبناني على ما تريد إلا من خلال الضغط والترهيب، لا سيما أن تجربة الرئيس الفرنسي الراقية ولكن الفاشلة مع الطبقة السياسية اللبنانية لا تزال جاثمة أمام العالم، كما أمام اللبنانيين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك