كتب عمر الراسي في "أخبار اليوم":
وكأن البعض لا يعجبه ان يتم تعيين في المواقع القيادية من هو ولاؤه فقط للوطن، ولا اعتبارات لديه لهذا الحزب او ذاك...
قبل نحو شهر من تسلم العميد الركن جان نهرا مهامه كمدير للعمليّات في الجيش اللبناني، ابتداءً من 24 تشرين الثاني 2021، بعدما كان قد تم تعيينه في هذا المنصب منذ نحو سنتين، بدأت اصوات النشاز، لا سيما من خلال بعض مواقع التواصل الاجتماعي، تشوش على رجل اينما حلّ سطر الانجازات لا بل البطولات، بدءا من العام 2009، حين عُيّن قائد عمليّات فوج المجوقل، مرورا بالعام 2012، حيث عُيّن قائدًا لمدرسة القوّات الخاصّة، والاهم المعارك التي خاضها ضد داعش والمجموعات الإرهابيّة، حين كان قائدا لفوج المجوقل في عرسال (2014) ورأس بعلبك (2016) ثم معركة فجر الجرود عام 2017 ، وصولا الى العام 2020 حيث عُيّن قائدًا للعمليّات داخل مرفأ بيروت على اثر الانفجار، وضبط مسرح الجريمة.
وقبل كل ذلك كان قد ظهر اسمه للمرة الأولى سنة 2007 في معركة نهر البارد ضد المجموعات الارهابية والتي أصيب في أثنائها مرات عدّة وكان يومها برتبة نقيب آمر سرية في الفوج المجوقل.
كل هذه المحطات لا تدل الا على التفاني للمؤسسة العسكرية والوطن، والجميع يعلم ان العميد نهرا لا ينتمي الى اي حزب ولا هو مقرّب من اي شخصية سياسية، لا بل هو من عائلة عسكرية ولا احد يستطيع ان يشهد الا على مناقبيته.
من هنا تطرح اسئلة عدة عن اسباب التصويب عليه، فهل ذلك لاسباب شخصية او غاية في نفس يعقوب، او من اجل استهداف المؤسسة العسكرية وما قامت به في تعاطيها مع التحركات على الارض وكان آخرها احداث الطيونة في 14 الجاري كونها الوحيدة التي ما زالت تقف وتشكل الضمانة لجميع اللبنانيين رغم كل شيء، مع علم ان هذا النوع "من الاستهداف" لا يؤدي اي خدمة للوطن. مع العلم ان المؤسسة بقيادة العماد جوزف عون لا حسابات فئوية لديها انطلاقا من القوى الموجودة على الارض بل لديها حسابات وطنية فقط، أكان في المعالجات الامنية التي زادت في الفترة الاخيرة، او في ترسيم الحدود حيث الحزم، في وقت تبحث الاطراف الاسياسية عن مصالحها الخاصة وتحقيق الارباح! حيث لا يحتاج الجيش عند كل مفصل الى "فحص دم بالوطنية"، فقد اثبت انها المؤسسة الضامنة للسلم الاهلي والراعية للامن الوقائي.
لقد تمكن الجيش من سحب فتيل الانفجار في احداث الطيونة، على الرغم من بث الشائعات في محاولة لتوريطه، لكن ما حصل لا علاقة له بقرب تسلم العميد نهرا مهامه الجديدة، اذ انه عُين قبل حوالى السنتين نائبا لمدير العمليات في الجيش اللبناني تمهيدا لتوليه منصب مدير العمليات خلفا للعميد جان الشدياق والذي يُحال الى التقاعد نهاية السنة الحالية، وبالتالي يصبح التسليم والتسلم اجراء روتينيا داخل المؤسسة العسكرية يتعلق باستمرار العمل ومنع اي فراغ في قيادة المراكز العسكرية.
وفي الاساس كان تعيين نهرا في هذا "الموقع الحساس" انطلاقا من خبرته في المواجهات العسكرية والعمليات الميدانية، وبالتالي سيكون له دور في ادارة العسكريين وما ينتظر الجيش من استحقاقات بدءا من تحركات قد تحصل في الشارع، وصولا الى ضبط امن الانتخابات النيابية. وهذا ما يحتاج الى حزم وحسم متوفرين في اداء العميد نهرا، هذا الى جانب تواجده على الارض الى جانب العناصر والضباط، فهو لا يدير عملية من وراء مكتب او من خلال هاتف، بل من خلال التواجد الشخصي، وبالتالي من المتوقع ان يرسم آلية جديدة لتعاطي الجيش ستؤدي الى خلق المزيد من الطمأنية لدى اللبنانيين.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك