كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
قرار البطريرك الماروني مار بشاره الراعي القيام بجولة تحركات على الرؤساء الثلاثة بصفتهم الرسمية، وسط الازمات والعقد وتعطيل المؤسسات، بفعل الانقسامات الحادّة على مختلف الملفات وابرزها القضائية، واللافت ان الراعي كان وحيداً في جولته ساعياً لايجاد حلّ يُخرج البلد من "القمقم" في ظّل وضعٍ معيشيٍ صعب.
كما انّ بعض صغار النفوس حمّل على البطريرك، في الحلّ الذي طرحه، ورأى انّهُ عبارة عن مشروع مقايضة بين تحقيقي تفجير مرفأ بيروت واشتباكات الطيونة، وصولاً الى قرار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي استدعاء رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الى مخابرات الجيش.
في الواقع استطاع حزب الله استدراج جعجع الى ملعبه، حيث بات هناك ملفان أمام القضاء، الأول هو ملف التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت، والثاني أحداث الطيونة. ولعبة الحزب تقضي بتجريد القاضي طارق البيطار من أوراقة، ورقة تلو أخرى. بدءا من الانقسام السياسي حول الملف، الى انقسام عائلات الضحايا، وصولاً الى إحراج الداعمين السياسيين للمحقق العدلي، حتى صار الملف يسير بين ألغام السياسة والتوازنات اللبنانية.
وفي طبيعة الحال، حزب الله يطلق الرصاصة الأخيرة في معركة الطيونة، بعد الخسارة ميدانياً وسياسياً، ولم يتبق له إلا القبول بعودة الوزراء المحسوبين عليه الى طاولة الحكومة.
وفي ظل هذا الجوّ، كان كوادر ومؤيدو جعجع قد بدأوا بحملة مضادة لم "توفَّر" لا ميرنا الشالوحي ولا الضاحية الجنوبية. اذ "فاع" دم القواتيين عندما استشعروا بالخطر رافضين تكرار سيناريو اعتقال قائدهم في عام 1994، فأتوا ليكونوا دروعاً بشرية تصون قلعة معراب- كما احبّوا تسميتها - وتوزعوا على الطرقات في كافة المناطق الممتدة ومواكب سيارة وصولاً الى معراب، نسمعهم على الارض مرددين روحنا واجسادنا فِدى "الحكيم".
ومحاولة استهداف القوات لم تكن لتمر مرور الكرام. وما حصل هو بداية فتح معركة قضائية توقف الحزب عند حدّه لا سيما بعد الهجوم الذي نفذه عناصره على منطقة عين الرمانة، مما استدعى من اهالي المتضررين في عين الرمانة الى اتخاذ صفة الادعاء ضد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وكل من يظهره التحقيق وتقدم بالشكوى المحامي ايلي محفوض بوكالته عنهم.
انطلاقاً من هنا، يطرح الكثير من اللبنانيين سؤالا هما إذا الحزب تورط بأحداث الطيونة - عين الرمانية من دون ما يعرف "السيّد".؟ الإجابة عن هذا السؤال ستقسم المشهد اللبناني إلى قسمين لتزيد الانقسام الحالي انقساماً، فقسم أول؛ يرى لنصرالله عصمةً وهالةً ستمنعه حتى من مجرّد التفكير في الأمر، بل والذهاب إلى أبعد الحدود في تبني فعل التورط بإعطاء الاوامر الى فتح النار في اتجّاه عين الرمانة هذا من سابع المستحيل.
ورداً على سؤال في حال استدعي السيد نصرالله الى التحقيق، هناك من يجيب: دُمرّت قُرانا، والضاحية أصبحت شبه رماد في عدوان ال 2006 وقلنا حينها "فدا السيد" ونقولها الامس واليوم وغدا.
وقسم ثانٍ يرى، انّ هناك انتقائية باستدعاء "قائد القوات" الى التحقيق، وعدم استدعاء زعيم حزب الله.
وهنا تقول مصادر قواتية، انّ الضاحية "مربع الحزب الأمني"، اما معراب فليس فيها لا مربّعات ولا مثلثات أمنيّة لكنها قلعة صمود ولن تكون "مكسر عصا" امام محاولة الغاء ثانية.
وتابعت المصادر: اما عن هزيمة حزب الله وإيران واتباعهما في محيط الطيونة فربما كانوا مخطئين في تقدير "قوة الحكيم".
وختمت: أعان الله مسيحيي لبنان. إنه موسم الجنون الانتخابي المفتوح.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك