لم نصل قعر جهنّم بعد، لكن لا بدّ أننا بتنا على مقربة منه ما دامت المسؤولية غائبة لدى حكام هذه البلاد… تراهم يتفرّجون علينا ونحن نسقط بأبشع الأشكال الممكنة. وكأن ما فينا لا يكفينا، حتى فجّر تصريح الوزير جورج قرداحي الكوب الذي امتلأ من تصريحات وتهديدات وعمليات كثيرة أبطالها لبنانيون غير مسؤولين، جعلونا في خصومة لا بل فراق مع الدول التي كانت السند الأكبر للبنان في أحلك ظروفه، وعلى رأسها السعودية.
فكما صبرُنا نحن نفد من سياسات اعتباطية كثيرة، ومن مسار لا يشبهنا نؤخذ كالرهائن إليه، الامر نفسه ينطبق على السعودية التي نفد صبرها من التصريحات اللبنانية العدائية المتتالية لها، ومن العمليات التي تستهدف أرضها من قبل الحوثيين ومن ورائهم حزب الله.
فقد نشر التلفزيون السعودي فيديو، يظهر تدريب مقاتلين لبنانيين من أجل إرسالهم للقيام بعمليات انتحارية في الرياض… (تشاهدونه مرفقا)
لو أن ما يحصل عندنا، حصل في دولة أخرى، لسقطت حكومات وحُلّت أحزاب… اما في لبنان، فنتفرّج كما المسؤولين على الانهيار الكبير، وعلى إدخال لبنان في معارك وحروب لا علاقة له بها، فيما البلاد تصارع أساسا أثقالا اقتصادية ونقدية واجتماعية استثنائية.
شاهدوا الفيديو لتدركوا بالفعل اننا محاصرون، ليس من الخارج بل من الداخل، والثمن ندفعه جميعا… ومع الحديث عن إمكان وقف التحويلات من اللبنانيين في الخليج إلى لبنان، نتأكد أن "الأسوأ لم يأت بعد".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك