كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
ظنّ اللبنانيّون لوهلةٍ أنّهم أصبحوا في مأمنٍ عن فيروس الإنفلونزا وأخواته بسبب مناعتهم القويّة بعد سنتين من الحجر المنزلي والتباعد المجتمعي اختُتِمتا بتطعيم ضدّ"كورونا"، وتُستكملان بجرعة ثالثة للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
ولكن مع عودة الاختلاط خصوصاً بعد فتح المدارس والحضانات أبوابها، عادت إصابات أخرى لتُحلّق هذه المرة، هي حالات من الانفلونزا وإصابات جرثومية خصوصاً في الجهاز الهضمي. درجات حرارة مرتفعة، إعياءٌ شديد، إلتهابٌ في الحنجرة، صداعٌ مزمن وغيرها من الاعراض التي تُصيب عدداً كبيراً من المواطنين المحصّنين "كورونيّاً".
وفي هذا السياق، تؤكّد الطبيبة المتخصّصة في الصحّة العامة الدكتورة روزيت دعبول لموقع mtv أنّ "الإصابات بالفيروسات الموسميّة ظاهرة طبيعية في هذا الوقت من العام، وما نشهده من إصابات هو ما كان يحصل قبل جائحة "كورونا"، ولكنّنا نحرص عند زيارة أي مريض يعاني من أعراض مشابهة لـ"كوفيد" أن يُجري فحص الـPCR قبل تشخيص حالته، لأنه يبدو أنّ اللبنانيّين تناسوا أن الفيروس الذي تسبّب بموت الملايين حول العالم لا يزال موجوداً، وعادوا الى التخالط من دون أي إجراءات وقائيّة، والمفارقة غياب الدّقة في أرقام "كورونا" التي تبدو منخفضة ولكنّ الواقع مختلف إذ لا نزال نعاين العديد من الحالات"، داعية المواطنين "لأخذ لقاح الانفلونزا من كلّ الاعمار وخصوصاً الأشخاص المعرّضين لمشاكل صحيّة، لأنه ضروري جدّاً تماماً كلقاح "كورونا" ويحمي من الإصابة والعدوى".
وردّاً على سؤال عن كيفيّة تأثير الوضع الاقتصادي الصّعب على صحّة المرضى، أوضحت دعبول أنّ "الإهمال هو الانعكاس الاوّل للازمة، فالمرضى يؤجلون مواعيدهم ولا يزورون الطبيب إلاّ عندما تتأزم صحّتهم بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف العلاج ما يؤثر بطريقة مباشرة على صحّتهم، وفي المقابل، الطبيب يعاني في وصف الادوية والفحوص المخبرية لعدم توفّرها، والبدائل، إن وجدت، قد لا تُعطي النتائج المرجوّة"، آسفة "لانّ الطبيب اللبناني بات يعمل بطريقة بدائيّة، وكأننا عدنا في عملنا 50 سنة الى الوراء، في وقت كان لبنان منارة للطبّ في محيطه بفضل الخدمات الطبية المتميّزة التي كان يقدّمها لكلّ مرضى العالم".
وفي الختام، نصيحة من دعبول على أبواب فصل الشّتاء: "رغم كلّ ما حمله فيروس "كورونا" من موتٍ وخوفٍ ومرضٍ، إلاّ أنه علّمنا أمراً مهماً جدّاً يصحّ دائماً، الوقاية ثمّ الوقاية التي هي أفضل من قنطار علاج، والتي تصحّ ليس فقط مع "كورونا" إنما أيضاً مع كلّ الفيروسات التي يمكن أن تصيبنا".
في المجال نفسه، إستطلع موقع mtv أسعار الفيتامينات في الصيدليّات التي كانت في مثل هذا الوقت من كلّ عامٍ أكثر ما يشتريه المواطنون للوقاية من الفيروسات، وتبيّن بعد جولة على أكثر من صيدلية أن أسعارها حلّقت بشكلٍ جنوني، إذ يتخطّى سعر أي عبوة عادية من الفيتامين تكفي لايّام معدودة الـ100 ألف ليرة ما أدى الى انخفاض الطّلب عليها والاستعاضة عنها بالادوية عند الشعور بالمرض. أمّا بالنسبة للقاح الإنفلونزا، فالصيدليّات قامت بحجز كميات محدودة منه بعد تسجيل أسماء الراغبين بالحصول على هذه اللقاحات، في ظلّ تأكيد من الوكلاء على توفّرها قريباً، إلاّ أنه من غير المعروف حتّى الان إن كانت ستُسعّر بالدولار أو ستكون مدعومة، أي تبقى على سعرها القديم الذي لا يتخطّى الـ30 ألف ليرة لبنانيّة للطّعم.
حلّ تشرين الثاني حاملاً نفحات من البرد وزّخات من المطر، وكلّ أمل اللبنانيّين هو أنّ يمرّ الشتاء هذا العام بأقلّ الاضرار والامراض والفيروسات والزيارات الى الأطباء والصيدليّات...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك