كتبت صفاء درويش في موقع mtv:
أتى الكلام الأخير لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مغايرًا عن السياق الذي سلكه في الفترة الأخيرة. فتح النار على حزب الله مشيرًا إلى ضرورة الإعتذار من المملكة العربية السعودية.
كلام جنبلاط لا يمرّ مرور الكرام على من يدرس الخريطة الإنتخابية قبل أشهر قليلة من الانتخابات.
نسفت تصريحات جنبلاط كل ما يُحكى عن تقارب بينه وبين حلفاء سوريا في الانتخابات المقبلة.
مصدر في فريق الثامن من آذار يعتبر أن كلام جنبلاط فتح الباب بشكلٍ كبير أمام عودة التواصل بينه وبين المملكة العربية السعودية، بعد فترة من الجفاء طالت معظم حلفاء السعودية في لبنان. فالجانب السعودي يعتبر أن هؤلاء لم يبذلوا الجهد المطلوب لمواجهة "نقل لبنان إلى الساحة الإيرانية"، ومن بينهم جنبلاط.
هذا وتؤكد المعلومات أن اتصالات قد تتفعّل في الأيام المقبلة بين الزعيم الدرزي وقيادة حزب القوات اللبنانية لمحاولة التقارب من اجل تحالف انتخابي في دائرة الشوف عاليه. هذا التقارب هو حاجة للجانبين وقد تكون حاجة "القوات" اليه أكبر لا سيما لجهة تأمين حاصلين، الاول في الشوف والثاني في عاليه.
في المقابل، يبدو أن مكوّنات فريق الثامن من آذار قد تفاهمت فيما بينها بشكل منجز على تأليف لائحة تضمّ الوزير السابق وئام وهاب والأمير طلال ارسلان والحزب السوري القومي الاجتماعي بالتحالف مع التيار الوطني الحر. هذا التحالف الذي لم تنجح جهود حزب الله بلمّ شمله عام ٢٠١٨ كان بمقدوره على الأقل تأمين وصول نائب اضافي إلى المجلس النيابي. هذه المرّة صبّت الظروف السياسية في صالح تنقية الأجواء بين الجميع.
تيار المستقبل من جانبه يتجه للتحالف مع الجماعة الاسلامية في الشوف، ان لم يسبقه وليد جنبلاط الى هذه الخطوة.
المستقبل الذي لا يملك وحده حاصلًا يوصل نائبه عن اقليم الخروب سيحتاج بلا شك إلى رافعة تؤمن حاصله الأوّل، في مواجهة حضور قوي للحزب التقدمي الاشتراكي سنيًّا، اضافةً لمرشحين سنّيين غير محسومي الهوية على لائحة الثامن من آذار.
استدارة جنبلاط نحو السعودية ستساهم بلا شك في شبه ارساء للقواعد الانتخابية القديمة في الشوف عاليه، مع عقبة اساسية تتمثل بصعوبة ضمّ المستقبل الى التحالف حتى الساعة.
فهل ينجح جنبلاط بتدوير الزوايا سعوديًا فيُعيد ١٤ اذار موحدة في الجبل، أمّ أن التحالف مع "المستقبل" بات من الماضي؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك