أقام "حزب الله" لمناسبة "يوم الشهيد" والذكرى "السنوية التاسعة والثلاثين لعملية فاتح عهد الاستشهاديين أحمد قصير"، مراسم تكريمية لقصير عند النصب التذكاري له في بلدة ديرقانون النهر، في حضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء.
وبعد تلاوة الفاتحة عن روح قصير، وضع النائب جشي والحضور إكليلا من الزهر أمام النصب التذكاري له، قبل أن تؤدي ثلة من المقاومة الإسلامية قسم العهد والوفاء بالسير على نهج شهداء الحزب.
بعدها قال جشي: "إننا في اليوم الميمون نقف في محضر الشهداء حيث تصمت الكلمة وتنحني الهامات، فهم خلاصة القول والفعل، وبهم نقرأ سفر الحياة، ومن غلالهم نملأ بيادر أحلامنا، لأن عطاءهم ذخر، وزمانهم نصر، وفي كتابهم الكبير صحح التاريخ مجراه".
وتوجه للشهداء: "أنتم بذلتم الأرواح ولم تبخلوا بشيء، ففزتم وفاز الوطن بكم، وعلى هديكم يمضي المجاهدون يصنعون للوطن حريته ويحفظون كرامته ويذودون عن حياضه"، مؤكدا أن "يوم الشهيد يمثل بداية هزيمة المشروع الصهيوني في لبنان والمنطقة، فهو كان يوما أسود في تاريخ الكيان الصهيوني، فيما أنه لا يزال يضيء لنا طريق العزة والنصر تلو النصر على أعداء الأمة والإنسان".
وشدد على أننا اليوم "ننعم ببركة دماء الشهداء الزكية، فلولا المقاومة التي انطلقت عام 1982 وانتصرت عام 2000 لم يكن لدينا في لبنان دولة، ولا سيادة، وكنا لا نزال نعيش تحت الحراب الإسرائيلية، حيث أدخل لبنان حينها في العصر الإسرائيلي"، مضيفا "إن المقاومة إذ تعاهد الشهداء بالمضي على نهجهم المبارك، فهي على أتم الاستعداد لمواجهة أي عدوان أو حماقة يرتكبها العدو، ولديها الإمكانات المعنوية والمادية لتحويل أي تهديد إلى فرصة وتحقيق نصر حاسم يغير المعادلات ويرسم وجها جديدا للمنطقة".
ولفت جشي إلى أنه "بعد مضي 39 عاما على عملية الاستشهادي أحمد قصير، نرى بشائر النصر لمحور المقاومة وهي تشع في أرجاء المعمورة، ونرى أفولا للوجود الأمركي الخائب والخاسر في المنطقة، وأن ما يفعله الأميركي وأتباعه في لبنان من حصار وتضييق على اللبنانيين، هو للتعويض عن هزائمه وسقوط مشاريع هيمنته على دول وشعوب المنطقة".
وأضاف: "إننا في يوم الشهيد نقول لأهلنا وأبناء وطننا في هذه الظروف الصعبة، بأن ما يصيبكم يصيبنا، ونحن نعمل بكل جد ولا نوفر جهدا في أي مجال للتخفيف عن معاناتكم ضمن الامكانات المتاحة، وسنبقى إلى جانبكم، فمن بذل الدماء واسترخص الأرواح من أجل أهله ووطنه، لن يبخل بما هو دون ذلك"، مشيرا إلى أن "الأبواق الإعلامية التي تحرض على المقاومة وتعمل للتفرقة بينها وبين وأهلها، هي أبواق مأجورة وتعمل بتوجيه من سفارة الشر في عوكر، ومدفوعة الثمن من قبل أصحاب المال الأسود، ونقول للممولين، إن أموالكم ستذهب سدى وسيكون إنفاقها حسرة عليكم، واعلموا أن المقاومة وبيئتها صنوان لا يفترقان أبدا"، وداعيا إلى "وضع حد للقاضي بيطار، الذي تجاوز صلاحياته، وخرق الدستور جهارا نهارا، ونستغرب الصمت المطبق والسكون غير المبرر من المعنيين بالمعالجة، فهل يصح أن ننتقي من الدستور ما يحلو لنا، ونترك ما يخالف مصالحنا الضيقة".
وشدد جشي على "ضرورة إنجاز البطاقة التمويلية ومتابعة الشؤون الحياتية للمواطنين، من خلال تفعيل عمل الوزارات المعنية"، داعيا إلى "عمل كل ما يسهل إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري".
ثم توجه النائب جشي والحضور إلى بلدة طيردبا، حيث أقيمت مراسيم تكريمية لمغنية عند المعلم التذكاري له، تخللها قسم أدته ثلة من مجاهدي السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بمتابعة طريق الجهاد والشهادة.
وعند نصب الشهيد عباس الوزواز في مكان تنفيذ عمليته عند مدخل بلدة الناقورة أقام حزب الله مراسم تكريمية له، بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الشيخ حسن عز الدين، وعدد من العلماء والفاعليات وعوائل الشهداء.
وبعد قسم أدته ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية بالسير على نهج الشهداء، وضع عز الدين والحضور إكليلا من الزهر أمام النصب، ليتحدث بعد ذلك النائب عز الدين مؤكدا أن "المقاومة هي التي منعت العدو في أن يفكر بأي عدوان على لبنان، وهي التي لم تدع هذا العدو أن يمنعنا من أن نمتلك ما نشاء من القدرة والقوة والصواريخ الدقيقة وغيرها لندافع بها عن وطننا وأمننا، وهي باعتراف العدو شكلت التهديد الوجودي لكيانه الغاصب".
وشدد عز الدين على أن "لبنان ليس هو الحلقة الأضعف، فهو قوي بانتمائه الوطني، وبشعبه، وبمقاومته وجيشه الوطني، وهذا التحالف بين هؤلاء جميعا ضمن المعادلة التي تكاملت فيها المقاومة مع الجيش والشعب، هي الحلقة الأقوى، وعليه، فإننا لا نسمح لأي كان من الداخل أو الخارج أن يحاول إذلال هذا الوطن، تحت أي ذريعة كانت، وعلى الذي اعتدى على لبنان أن يفكر كيف يعيد النظر في قراراته الخاطئة غير المنطقية والموضوعية".
وختم: "للأسف الشديد بتنا اليوم أمام مهزلة قضائية لم يشهد لها لبنان مثيلا من قبل، ولذلك على جميع القوى السياسية الحريصة على هذا القضاء أن تضع كل اهتماماتها في إصلاحه وجعله قضاء نزيها ليتمكن من سلوك طريق تحقيق العدالة والانصاف بين الناس".
بعد ذلك توجه النائب عز الدين والحضور إلى بلدة البياضة، حيث أقام حزب الله مراسم تكريمية للشهيد بشير علوية أمام النصب التذكاري له، تخللها قسم لثلة من المجاهدين بمتابعة طريق الجهاد والمقاومة، وإكليل من الزهر وضعه عز الدين في ختام المراسم أمام النصب التذكاري لعلوية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك