افتتح رئيس المجلس التنفيذي ل"حزب الله" السيد هاشم صفي الدين، "قاعة الشهداء"، خلال حفل أقامته قيادة الحزب في منطقة البقاع في "روضة الشهداء" في بعلبك، لمناسبة "يوم الشهيد"، حضره النواب: حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، علي المقداد، إبراهيم الموسوي، أنور جمعة، إيهاب حمادة، والوليد سكرية، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، مسؤول المنطقة الدكتور حسين النمر، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، وفاعليات دينية واجتماعية.
وبعد النشيد الوطني ونشيد "حزب الله"، وعرض لثلة من المقاومة الإسلامية، وفرق من مؤسسات الحزب الصحية والتربوية والاجتماعية والدفاع المدني، ومن كشافة الإمام المهدي والبلديات، تم عرض فيلم وثائقي من وحي المناسبة.
واعتبر صفي الدين أن "يوم الشهيد هو رمز لمعاني الفخار والعظمة بكل ما فيه من دلالات فكرية وحياتية وعملية وجهادية وثورية ولكل ما فيه من نتائج باهرة وعظيمة لأمتنا، لأن الشهيد في مقاومتنا ومسيرتنا اختصر كل الخلفية والمقاصد والغايات والأساليب وأنماط الحياة، وقدم النموذج الأروع والأصدق للإنتماء إلى الإسلام المحمدي الأصيل، وللاقتداء برسول الله وأهل البيت الأطهار. هذا اليوم الذي أصبح رمزا وعنوانا لكل هذه المعاني، حينما نحيي هذه المناسبة نقف بين يدي كل شهيد من شهدائنا، ولكل شهيد وقفته وقصته وقضيته وحياته وتضحياته، نذكرهم الواحد تلو الآخر".
وتابع: "على مدى 40 عاما هذه البيوت الطاهره والمؤمنة والكريمة التي ما كلت ولا ملت، وما زالت تقدم التضحيات، ويجب علينا أن نبقى نذكر الشهداء في كل وقت، لأننا نحتاج إلى أرواحهم وتاريخهم وإلى كل مورد من موارد العز والكرامة سطروه بصبرهم وتضحياتهم".
وأضاف: "في ذكرى يوم الشهيد يأتي افتتاح هذه الروضة التي هي روضة هؤلاء الشهداء، ولا بد من تقديم الشكر الجزيل لكل من عمل وساهم في سبيل إنجاز هذه الروضة التي هي من رياض الجنة الفواحة والعابقة بالإيمان والطهر والنهج القويم الأصيل الذي نبقي في حاجة إليه في كل وقت. لقد قدم الشهداء النموذج الحي والصاروخ والحجة القائمة الدائمة في عصرنا على أن هذا النهج الكربلائي العاشورائي الاستشهادي لا يهزم، وهو نهج الانتصار ونهج العزة والكرامة، وكل الأماني هي اللحاق بهؤلاء الشهداء، لأن الشهادة هي من أكرم الكرامات التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان".
وقال: "قبل 40 عاما حينما خيرنا هنا في لبنان بين الذلة والهوان من جهة، وبين الكرامة والإباء والعزة، تقدم هؤلاء الشهداء بإيمانهم وأخلاقهم وعزمهم وتوكلهم على الله، في وقت كان يقال فيه أن لبنان انتهى وأن زمن الكفاح المسلح، حسب المصطلحات التي كانت سائدة آنذاك، قد انتهى، وأن إسرائيل قد طغت، وأن كل ما هو آت لمنطقتنا وبلدنا هو الذل والهوان، ولم يكن أحد يصدق أن أبواب الكرامة مفتوحة، حتى جاء هؤلاء الشهداء وفتحوا هذه الأبواب بدمائهم وتضحياتهم وإخلاصهم، فأصبح بلدنا كريما وعزيزا وعادت الأرض والكرامة، وأصبحت مقاومتنا هي المقاومة التي لا تهزم ولا تقهر، والتي حيثما حلت في أي ميدان وفي أي معركة ومواجهة تكون هي المنتصرة. انقلبت الموازين والمعادلات والمفاهيم من الذل إلى العز، ومن الضعة والحقارة إلى الاحترام والتقدير، ومن الضعف إلى القوة ومن المغلوب إلى الصامد والغالب في هذا البلد والمنطقة".
وأردف:" حينما تقف الأوطان بين موقفين، موقف فيه كرامة، وموقف فيه ذل، يجب أن يسارع أهل الإيمان والإخلاص إلى خيار الكرامه حتى يعطوا مجتمعهم وأوطانهم الكرامة التي يستحقونها".
وأضاف: "يهددوننا بمعيشة وأرزاق الناس، هذا فعل الضعيف والمعتدي، وفعل الظالم الذي لا يجد وسيلة يواجه فيها في ساحة الميدان إلا أن يستفيد من نقاط قوة مادية يعتمد عليها. إذا كان البلد متوقفا على مال يعطى من دولة أو جهة أو زعامة أو مملكة، وإذا كان مصير وطن يتوقف على هذا النوع من الدعم، فان هذا الوطن لا يستحق الحياة. أي بلد، أي وطن، أي مجتمع، أي إنسان حينما تتوقف حياته على الارتهان فالموت خير له من الحياة".
وتابع: "قبل أيام أراد البعض ان يوهم اللبنانيين أن البلد وضع أمام خيارين، ونحن لسنا أمام خيارين، بل نحن أمام خيارات وهذه الخيارات سلكناها في الماضي وسنسلكها اليوم وفي أي وقت آخر. على أي حال إن ما حصل فضح الكثير من أصحاب الأبواق السياسية والاعلامية التي كانت تزايد على اللبنانيين في السيادة والاستقلال والحرية، فإذا بهم في لحظة واحدة وبالضربة القاضية فضح هؤلاء، فأصبحوا لا يعتنون لا بسياده ولا استقلال ولا حريه، ما حصل هو فضيحة على مرأى من كل العالم. وأنا أقول لهؤلاء، أنتم أيها المزايدون، يا من رفعتم الشعارات وزايدتم على مدى سنوات طويلة وتهجمتم وظلمتم واعتديتم تحت عنوان الاستقلال والسيادة والحرية، أنتم بعد الآن يجب أن تسكتوا، لأنكم أصبحتم مفضوحين، أنتم تخليتم في لحظة واحدة عن الكرامة والسيادة والاستقلال، لانكم تخليتم عن حريتكم الشخصية والوطنية، وأثبتم أن خطاباتكم ومواقفكم لا تنتمي إلى الوطنية أبدا، لأن الذي ينتظر مصيره ومآله من الخارج ويرهن البلد كله إلى اعطيات أو هبات أو رضى الخارج عليه، لا يستحق أن يبني وطنا، ولا يمكن أن يكون وطنيا".
وأكد صفي الدين أنه "قبل سنوات حينما بدأ البلد طريق الإنهيار إلى الهاوية على المستوى المالي والاقتصادي، وأثر ذلك على المستوى المعيشي، اتضح أن الذي يبني بلدنا هو أنفسنا، وأن الذي يبني وطننا ومستقبله المالي والاقتصادي والمعيشي هم اللبنانيون فقط، وكل من يرهن لبنان للخارج وينتظر إعطيات ومنحا لا يمكن له أن يبني وطنا على الإطلاق. وعلى اللبنانيين أن يعرفوا أنهم وصلوا إلى الحقيقة التي يجب ان يتحملوا فيها المسؤولية، وهي حقيقة أن يبنوا وطنهم ومستقبلهم بأنفسهم، بعقولهم، بسواعدهم، بتعبهم، وبعملهم وجهودهم، وليس من خلال الاتكال على الآخرين، ولا من خلال الابتزاز الذي يمكن أن يمارسه الآخرون".
وقص صفي الدين والنمر شريط الافتتاح.
وكان صفي الدين قد افتتح بئري مياه في بلدتي طاريا ووادي أم علي، وسلم آليات لمركز الدفاع المدني في بلدة رسم الحدث.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك