كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
أطلق الزعيم الدرزي ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط سلسة تصريحات أصابت طلقاتها حزب الله، اذ يعتبره المسؤول عن عزل لبنان عن محيطه العربي ومادة لخراب بيوت اللبنانيين في الخليج. فجنبلاط يصّوب على الحزب بإعتباره خاطف الدولة ومؤسساتها لمآربه الخاصة متى يشاء، فهو يعطل الجلسات الوزارية، وينصب نفسه قاضياً على المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، ويمنع وزير الاعلام جورج قرداحي من استقالة لعلها تفتح فجوة في جدار العلاقات الخليجية - اللبنانية المنهارة.
من جهة اُخرى، ردّ عضو المكتب السياسي في حزب الله غالب أبو زينب، على جنبلاط في جلسة حزبية داخلية، رافضاً انّ يحكم الحزب بمزاجية جنبلاط اذ قال: "عم يبتلي علينا وبيظلمنا وبكذّب عنا بشغلات نحن لم نفعلها، لكي يُرضي الأميركي والسعودي".
وفيما يرى المراقبون، انّ جنبلاط يختار بدقّة توقيت هجماته، عند اشتداد الأزمات، لا سيما انه يخشى من خطورة ترك الجبل بين أيدي هواة في السياسة وفي معرفة خصوصية تلك المنطقة وتاريخها. وثمة من يرى، انّ الزعيم الدرزي قد نفذ صبره، وأقفل أبوابه السياسية لأنّ الجبل الذي يمثل غالبيته في تراجع وتحديدا على مستوى الحركة الاقتصادية انطلاقا ما تعيشه عاليه، حيث المدينة تفتّش دائماً عن أبواب رزق جديدة، لكن جنبلاط يعرف تماماً معنى هذه الخسائر وارتدادها على الجبل ككل. لأنّ الأزمة الاقتصادية، التي تعم لبنان، تضرب المناطق الجبلية بشكل مضاعف عن غيرها.
وعليه، قد تكون مواقف الزعيم الدرزي، كما يوصَف في قاموس المنطق، فهو يسعى إلى طمأنة السعودية وتبديد هواجسها، إلى حدّ بعيد، بعدما وصلت الأزمة إلى ذروتها، وتكاد تلامس المحظور، من دون أنّ يبادر المعنيّون إلى أيّ خطوة لرأب الصدع، بفعل فيتو من جانب حزب الله.
في موازاة ذلك، يجاري جنبلاط في مواقفه "صديق العروبة" والأحب على قلبه رئيس مجلس النواب نبيه بري نفسه، إنّ جاز التعبير، لا سيما على مستوى الأزمة مع الخليج مثلاً، بإعتبار انه يريد تحييد نفسه عن أجندات الحزب حيال الدول الخليجية، ووضع حدّ لنظرية "فضّ الاشتباك" التي طبعت علاقة "الثنائي الشيعي" إلى مستوى التعاون على مدى سنوات عدة.
في خلاصة الامر، مسار"حزب الله" وضعه في عزلة، حتى بات بلا حلفاء فعليين في الداخل والخارج، ويتعرّض للهجوم من كل حدب وصوب، سواء كان مبرراً أم لا فهو يدغدغ مشاعر اللبنانيين المعبأ اصلاً من سياساته التي تضرّ بالمصلحة الوطنية العليا .
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك