كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
عيد… وبأيّ حال عدت يا عيد؟ قد يكون هذا العيد، أكثر ما يخافه اللبنانيون هذا العام، فمتطلباته كثيرة ومكلفة، أما القدرة فقليلة قليلة…
يشكّل عيد الميلاد، إلى جانب معانيه الدينيّة، محطةً من الأمل والفرح ينتظرها عادةً الكبار والصغار على حد سواء… فالإيجابية تأتيك من كل حدب وصوب، في هذه الفترة، حتى شعرتَ ان كلّ ما من حولك يبتسم لك. إلا هذا العام، فقد أطاحت الأزمة الاقتصادية بالكثير من عاداتنا ومصادر سعادتنا، حتى تحوّل بعض هذه العادات إلى همّ، لا بل كابوس.
محظوظ بالتأكيد من ليس بحاجة هذا العام لشراء زينةٍ جديدة لعيد الميلاد، فالأسعارُ بالملايين، والشجرة مع زينتها وإضاءتها، إضافة إلى المغارة وأشخاصها، باتوا، ومن دون مبالغة، يكلّفون ثروة. فتعالوا نحتسب كلفة زينة الميلاد لهذا العام، والتي تجدون صورا عن أسعار أغراضها مرفقة.
شجرةُ عيد الميلاد فاق سعرها الـ5 ملايين ليرة، وهو ما يفسّر تراجع الطلب على شراء شجرة جديدة هذا العام، فسعرها قد يساوي ضعف بعض الرواتب.
أما الزينة، فأيضا ارتفع سعرها بشكل كبير، وباتت نصف الدزينة تكلّف حوالى 60 أو 70 ألفا، وإذا احتسبنا الكمية الكافية التي نحتاجها لنزين الشجرة، فسنحتاج إلى حوالى 400 ألف، وتصبح مع النجمة التي تعتلي الشجرة 500 ألف أقله.
أما وقد زيّناها، فكيف نضيئها؟ قد يختارُ كثر أن يتركوها في العتمة هذا العام، حالها مثل حال بيوتنا وطرقاتنا في هذه الأيام، ففاتورة المولّد ما عادت ترحم، ولا تحتمل تكاليف إضافية. أما للراغبين بإضاءتها، فسعرُ شريط الإضاءة يناهز الـ300 ألف ليرة، ما يعني أنكم ستحتاجون لـ600 ألف لإضاءة الشجرة مع المغارة.
وبالإنتقال إلى المغارة، والتي تشكل أساس العيد، حتى أن البعض يكتفون بها ويستغنون عن الشجرة، فأسعارُها ستصدمكم حتما، فهي تتراوح بين المليون ونصف ومليوني ليرة. أما إذا رغبتهم بإضافة مجسمات إضافية، مثل القطيع (سعر الواحد منها يتراوح بين 60 و85 ألفا) أو منازل صغيرة وجسور وتفاصيل أخرى، فسترتفع التكلفة الإجمالية للمغارة إلى حوالى 2700000.
وباحتساب الأرقام الآنف ذكرها، سنجد أننا نحتاج إلى 8 ملايين و800 ألف ليرة، فقط لتزيين الشجرة والمغارة هذا العام، من دون أي إضافات أخرى، ونعني بها الزينة التي توضع عادة عند الباب، وبعض الأشخاص والمجسمات الصغيرة التي كنا في السابق نضعها بالقرب من شجرة الميلاد أو عند المدخل، والتي ستحتاجون إلى مليون إضافي لشرائها، فتصل بالتالي التكلفة الإجمالية لزينة الميلاد إلى 10 ملايين ليرة.
قد يغيبُ العيد وزينته هذه السنة عن بعض المنازل، كما غاب الفرح عن قلوب غالبية اللبنانيين الغارقين في أزمات لا تنتهي… وامام ما تقدّم، حلّان وحيدان امامنا: إما الصلاة علّ أعجوبة تنقذنا من جهنّم هذه… أو الانتظار حتى الانتخابات، لنحاسب كلّ من كان السبب بما وصلنا إليه!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك