مع عودة إبراهيم عوض المفرج عنه من المخطوفين اللبنانيين في سورية الى بيروت مساء امس, بعدما تسلمه في تركيا الوفد الأمني اللبناني, طويت صفحة من صفحات الملف المعقد، لتفتح أخرى أكثر تعقيداً محورها مصير المخطوفين التسعة الآخرين الذي يكتنفه الغموض, اثر الاعلان عن إقفال باب الوساطة التركية, ودخول العنصر المخابراتي الإقليمي والدولي على الخط فارضاً معادلة جديدة قد يصعب معها حل العقد الحائلة دون الافراج عن سائر المخطوفين, أقله في المدى المنظور.
ولم تستبعد أوساط مواكبة ان يزور مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم تركيا لمتابعة تطورات الملف والوقوف على حقيقة المستجدات التي طرأت في الساعات الأخيرة, بعد سلسلة اتصالات جرت بين كبار المسؤولين اللبنانيين والأتراك إثر الافراج عن عوض.
وسط هذه الأجواء، تضاءلت الآمال بإمكان الافراج عن باقي المخطوفين في ضوء تأكيد "أبوابراهيم"، المسؤول عن الوحدة التي خطفت اللبنانيين الـ11 قبل اشهر، ان وضع التسعة مختلف عن الآخرين ومرتبط بوساطات من نوع آخر، مطالباً باعتذار من أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله ومعلناً إقفال أبواب الوساطة التركية.
وافادت مصادر مطلعة على الملف أن "ابوابراهيم" كان تسلم المفرج عنه ابرهيم عوض مع اثنين آخرين واحتجزهم في منطقة تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود السورية، إلا أنه اكد لاحقاً ان من غير الممكن راهناً اطلاق الاثنين الآخرين باعتبارهما على صلة وثيقة بحزب الله, وفق ادعائه, ويملكان معلومات عن علاقة الحزب بسورية وايران.
واوضحت المصادر ان اعلانه عن اقفال الوساطة التركية شكل مؤشرا واضحا على ان مصير السبعة الآخرين لن يكون حكما افضل من الاثنين اللذين يحتجزهما لكونه يعتقد بضلوعهم في عمليات تهريب سلاح وتدريب عناصر الجيش السوري وعلاقتهم الوطيدة بحزب الله واتصالاته مع القيادتين السورية والايرانية.
وتبعاً لذلك، لاحظت المصادر ان الملف بات في صلب التجاذبات المخابراتية الاقليمية الدولية ولم يعد محصوراً بالوضع السوري، خصوصا بعد ارتفاع منسوب الحديث عن دور بارز للمخطوفين في "حزب الله" وعبره سورية وايران, ما اثار اهتمام مخابرات عربية واجنبية أقحمت نفسها في الملف باعتباره، اذا ما صحت التوقعات, صيداً ثميناً يمكن استثماره على أكثر من محور.
واعتبرت ان مصير المخطوفين السبعة بات يطرح اكثر من علامة استفهام ويوسع دائرة المخاوف ولاسيما بعد دخول العنصر المخابراتي على خطهم.
من جهته، أكد وزير الداخلية مروان شربل لصحيفة "السياسة" الكويتية أن "الاتصالات مستمرة مع الجانب التركي للإفراج عن اللبنانيين التسعة" الباقين في سورية، وأن "الأجواء ايجابية", معرباً عن أمله أن يطوى الملف في وقت قريب.
وبشأن ما قاله "أبوإبراهيم" من أن الملف قد أقفل وأن دور الأتراك انتهى، قال شربل: "لا أعرف إذا كان أبو إبراهيم أقوى من الأتراك في هذا الموضوع الذي توليه السلطات التركية اهتمامها, وهو ما أثمر إفراجاً عن اثنين من المخطوفين, وإن شاء الله يستكمل بالإفراج عن التسعة الباقين في المستقبل القريب".
وإذ أبدى استعداده للسفر إلى تركيا في أي لحظة إذا كان ذلك يخدم قضية المخطوفين, فإنه لفت إلى أنه ليس على جدول مواعيده زيارة قريبة لتركية، "لكن الاتصالات لم تنقطع توصلاً لنهاية سعيدة لهذا الملف".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك