كتب النّقيب د. واثق المقدّم في موقع mtv:
الإنتخابات النيابيّة. مسلسل مكسيكي طويل من الأكاذيب، مغلفه بمقولة مثلما تكونون يولى عليكم.. حيث تنعدم المساواة بين المرشحين بالمطلق. في الواقع إن نظام لبنان، هو أقرب لتشكيلات بدائية طائفية، مذهبية،عشائرية، عائلية منه للمؤسسات، يحكمه ٦ أشخاص (بمظلّة من حزب الله في السنين الأخيره) أمن إستمراره الطويل والمستمر من خلال تقاسمه الإدارات، المناصب، المشاريع، الصناديق الأجهزة والقضاء وتسخيرها لكسب الشعبية على واقع السياسة اللبنانية الدائم، فأتخمت إدارات الدوله بالألاف من الطفيليّين (الذين يوصفون بالبطالة المقنَّعة) ميزتهم أنهم من الأهل، الأصدقاء والأتباع للمنظومة الفاسده تدفع لهم الرواتب، العطاءات الشهرية والضمانات الإجتماعية مقابل أنهم دعائم للطبقه الحاكمة وخاصة في الإنتخابات وفي تمرير الصفقات والمشاريع المشبوهة وتقديم العطاءات للجمعيات، المستوصفات التجارية، الأندية والمدارس المجانية الوهمية الذي ليس لها وجود إلا في ملفات الوزارة وطبعا هم من أتباع السياسيين.. إضافه لتغطية الشّبيحة على البحر، الجبال، المرامل والمرافىء وصولا للبيئة، فطاف لبنان بالنفايات والأمراض السرطانيّة، الصدريّة، الرئويّة وو.. ليسجل أعلى نسبة في المنطقة.
مختصر مفيد أنَّ الإدارات العامّة بدل أن تكون في خدمة الصّالح العام، تحوّلت مفاتيح إنتخابية ولاءها لمن وظّفها ولو على حساب سرقة وانهيار البلد ومأسي الناس.
فكان عشرات آلاف المجنسين من السُّوريين، تأتيهم التعليمات من النظام، وذات تأثير مهمّ في الإنتخابات في مناطق حسّاسة.
وتمَّ ضرب الأحزاب، تقسيم الإتحاد العمالي ووضع اليد عليه، والإمساك بالنقابات والجمعيات.
وتمَّ في إنتخابات ٢٠١٨ توظيف ٥ آلاف شخص خلافا للقانون، مما يُعتبر رشوة إنتخابيَّة، وهدرًا للمال العام في إدارات غير منتجة ومتخمة بالموظّفين...
إضافة لما تقدّم، لكلّ منطقه خصوصيتها فإذا أخذنا دائرة (طرابلس، الضنيه والمنيه) نجد التالي:
1. إمساك المناطق الشعبيه من قبل الأجهزه والسياسيين من خلال خلق في كل حي مسؤول آمر، مغطّى من الأجهزة ومموَّل من السياسيين وفي خدمتهم، وهؤلاء مع السّلطة وينقلون الباروده حسب التعليمات، وإلا الملفات تفتح والقصاص ينزل، وإنتخابات ٢٠١٨ كانت الصوره واضحه ومؤلمه.
2. إمساك السياسيين لأكثرية المخاتير من خلال دفع راتب شهري لهم، لما لهم من خدمات وتواصل يومي مباشر مع الناس..
3. إمساك السياسيين للمشايخ نتيجة معاشاتهم الشهريه الضئيله، وسؤال مشروع هنا يطرح، أليس الأولى والألزم ان تقوم دائرة الأوقاف المالكه لألاف العقارات بإستثمار بعضها وإعطاء المشايخ المعاش الضامن لهم حياة امنه كريمه، ومساعدة العائلات الفقيره، والأرامل بدل الوقوف على أبواب السياسيين من باب الحاجه، او هذا هو المطوب؟
4. جبل محسن حيث الأكثريه الساحقه تلتزم إنتخابيا ب تعليمات النظام السوري..
5. الضنيه والمنيه حيث الطابع العام، عائلي وعشائري مع إرتباط اكثرهم الوثيق ب السلطه لأجل تسهيل أمورهم...
6. المفاتيح الإنتخابيه التي يغدق عليها السياسيّون المليارديريه الأموال والخدمات الدائمه مقابل تأمين اكثرية أصوات عائلاتهم واحيائهم، التي تنتخب في غرف معروفه، ومن هنا نفهم تهرب ورفض السياسيين للبطاقه الممغنطه، حيث لا يعد بمقدورهم معرفة مدى صدق المفتاح الانتخابي والتحكم به، وينطبق الأمر على الميغا سنتر أيضاً، إضافه لعدم قدرة المجتمع المدني الماديه على تأمين المواصلات بين المناطق.
7. تقاطع مصلحة كل مافيات (البنزين، الأدويه،المواد الغذائيه، مولدات كهرباءوو) مع منظومة الفساد ضد قيام دولة القانون والمحاسبه التي تعني نهاية وجود المافيا والمنظومة.
8. في خلال إنتخابات ٢٠١٨ تم حصول ٦٥بناء مخالف في طرابلس فقط ب غطاء من جهاز أمنيّ لصالح تيَّار سياسي، أو أكثر من تيَّار.
9. إغداق السياسيين ملايين الدولارات في الحملة الإنتخابية... وألاف الوعود الكاذبه بالتوظيف، أو إتمام مصالح خاصه أومشاريع تبقى كلاما في الهواء للإنتخابات القادمه..
هذه العوامل تجعل سياسيّي طرابلس ينطلقون من حاصل ٢٥ بـ ١٠٠ من أصوات المنتخبين...
إضافه لعامل مهمّ جداً، وهو إعطاء شحنة إضافيّة من الطائفية والتعصّب للتغطية على إهمالهم للمدينة والناس. وإثارة إعلامهم حالة من الإحباط عند النّاس النّاقمين والرّافضين بإمكانيّة التغيير، إضافه لدفع السياسيّين للعديد من النّاس الغير مؤهلين للترشّح، مقابل مبالغ مالية تعطي لهم لتزداد حالة الإحباط ترسُّخًا.
بعد كلّ ما ذكرت هل يعني هذا ان الأمر محسوم للمنظومه الفاسدة.
أكيد لا... فلقد تكشَّفت كل عورات السياسيين، وجرائمهم مع إنهيار الدولة بكل مؤساستها بما فيها القضاء، إنفجار مرفأ بيروت الزلزال، الذي كان ممكن تداركه لو وجد حس بالمسؤوليّة الوطنيّة لديهم، وسرقة العصر الوقحه والمستمره لأموال المودعين، وطوابير شاحنات التهريب للمواد المدعومه، والسوق السوداء العلنيه، وشبيحة البنزين والمازوت تحت مظلة النظام وصولا لترجي الناس للمنظومه برفع الدعم، بعد ان كلف ١٥ مليار دولار خلال ١٨ شهرا، وهو قمة الأجرام والشهونه اللصوصيه.. كل هذا وسياسيي طرابلس صمّ، بكم، لا حسّ ولا خبر، عن تحول طرابلس للمدينة الأ كثر بؤسا وتعاسه وغرق العشرات في البحر هربا من بطاله، فقر، تعاسه وذل، مع وجود سياسيين إداروا الظهر لأي مساعدة في زمن الإنهيار وكورونا.. (قمة اللاأخلاق.. ذئاب لا رعاة).
إنَّها لحظة تاريخية للمحاسبة لتوجيه ضاربه قاضيه للسياسيين عما فعلوه بالناس والبلد. إذا ما توفّرت ماكينة إنتخابية للائحه تضمّ أشخاصا يشهد تاريخهم أنّهم من أهل الرُّجولة، الكفاءة، المعرفة، الرؤى المستقبليّة ممّا يحمّس ويحفّز جموع الناس المحبطين والممتنعين سابقاً عن المشاركه، للنزول والتصويت للتغيير ولعقاب السياسيّين عمّا فعلوه من تدمير ممنهج للمدينة والبلد. إنّ طرابلس والشمال تملك كل القدرات الذاتية لوقف الإنهيار والنهوض لتعود منطقه آمنة مزدهرة بوجود إدارة ناجحة صاحبة قرار.
لنفعلها هذه المرّة حبًّا وعشقا بالمدينة وأبنائنا، ولنشارك جميعنا في الإنتخابات، عسى أن يشرق الفجر، وتعود طرابلس عروسة البحر الأبيض المتوسط.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك