كتب كبريال مراد في موقع mtv:
كنت في سنتي الجامعية الثانية في كلية الإعلام والتوثيق عندما كتب الشهيد جبران تويني مقاله في صحيفة النهار بعنوان "حلم ليلة استقلال". كان لبنان في حينه لا يزال رازحاً تحت وطأة الإحتلال السوري، وكنّا كشباب جامعي من ضمن الحركة الطالبية التي تطالب بجلائه عن لبنان. فكانت ثلاثية "حرية سيادة استقلال" شعار تلك المرحلة، نردده كدلالة على أن ما نعيّده في الثاني والعشرين من تشرين الثاني من كل عام منتقص، طالما أن مساحة الـ10452 كم2 لا تتمتع بكامل استقلالية قرارها.
أثّر بي جبران في مقاله. وأذكر أنني صوّرته ووزعته على عدد من الزملاء والأصدقاء، في الجامعة وخارجها. وكأنّي بذلك اسهم في نشر الحلم، بأن الظلم سينتهي، وأن الاحتلال سيزول. وأن أحلامنا ستتحقق، شرط أن نواصل سعينا لتحقيقها.
بالأمس، تذكّرت مقال جبران وأنا أتبادل الحديث عن الإستقلال مع صحافية زميلة، نشرت على حسابها على "انستغرام" العلم اللبناني مع عبارة "لو كان فعلاً مستقلاً ما كنا فلينا أو عم نفكّر نفل". فلم أجد سوى عبارة "ان شاء الله خاتمة الأحزان" للتعليق على منشورها. عبارة أردت من خلالها ان احتفظ بالأمل لي ولها، بأن الظلم سينتهي، فلا تعود أفكارنا تصطدم بوداع صديق وبحقيبة سفر.
عاد بي شريط الذاكرة بالأمس الى الجامعة وأنا أشاهد العرض العسكري الرمزي في المناسبة، وما رافقها من رغبة في تغيير الأمور نحو الأفضل. فاذا بالسنوات تمر، ويخرج احتلال، وتبقى احتلالات. واذا بنا نصاب بأكثر من خيبة أمل، منذ اعتقدنا أن ما بعد العام 2005 ليس كما قبله، وأن ذهنية الوصاية ستذهب مع المحتل. فتبيّن أن البعض "بحطّو وزك" في ممارساتهم للمحتل.
وللأسف، فاللبناني الذي "ما بيغلق باب" كما تقول الأغنية، شرّع الجمهورية على كل تدخّل ووصاية.
في ذكرى الاستقلال، من حقّنا أن نحلم. لا حلم ليلة استقلال فقط، بل حلم ارادة مستمرة في تبديل الواقع، لا تحبطها أزمات ولا تدفعها الى الاستسلام للأمر الواقع. وعلى غرار شعار "الحرية والسيادة والاستقلال" الذي كان يقلق راحة القابضين على الوطن، فليجد كلّ واحد منّا شعاره التحفيزي، ليبقى في الوطن، ويستمر فيه، ويبقى الوطن فيه ويستمر. فهي "شِدّة وتزول"... فلنستمر بالحلم... حتى نستعيد الوطن في قلبنا وعلى أرض الواقع.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك