عاد "يوم الجمعة الأسود" الى لبنان هذه السنة بنسخة الازمة والانهيار، وكأن اللبنانيّين يحتاجون الى يومٍ أسود إضافي في يوميّاتهم المُثقلة بالهموم.
رسائل نصيّة، إعلانات، خصومات وحسومات لتشجيع الزبائن على زيارة المجمّعات التجارية والمتاجر التي لا تزال مستمرّة في العمل رغم تكدّس البضائع فيهابسبب الوضع الاقتصادي الصّعب.
ولكن، من أين أتت فكرة هذا اليوم؟
"يوم الجمعة الأسود" أو ما يُعرف بـ"Black Friday" هو اليوم الذي يحلّ بعد عيد الشّكر في الولايات المتّحدة الأميركية، وفيه تُخفّض كلّ المتاجر من دون استثناء أسعار البضائع فيها بشكلٍ كبير، وتكون الخصومات خياليّة، لذا يُعرف هذا اليوم بأنه اليوم الأكثر زحمة في التبضّع في الولايات المتّحدة، وينتظره الملايين لشراء ما يحتاجونه بأسعارٍ مخفضّة، كما تُسجّل في هذا اليوم إشكالات بين الناس بسبب السّباق للحصول على البضائع.
في لبنان، الواقع مُختلفٌ تماماً، فبعد جولة لموقع mtv على عدد من المتاجر التي رفعت بالاحمر شعار هذا النهار، تبيّن لنا أن الأسعار في الدّاخل صادمة، وأكبر دليل الوجوه السوداء الشاحبة التي يخرج أصحابها فارغي الايدي بعد اكتشاف خدعة هذا اليوم التي تهدف فقط الى حثّ الناس على شراء بضائع عليها حسومات بسيطة جدّاً،خصوصاً وأنّ سعر صرف الدّولار سجّل في الساعات الماضية رقماً قياسياً وهو ما أوقع المتاجر في حيرة بين رفع أسعارها أو الاستمرار بـ"Black Friday" لبيع بعض البضائع والسّلع وتحريك عجلة الأسواق خصوصاً قبيل الأعياد.
"مولات" شبه فارغة، متاجر لا زبائن فيها، مواطنون يتنزّهون في المجمّعات من دون أن يحملوا أي كيس، فزيارتهم هي فقط بهدف "الفرجة" و"تغيير الجوّ" والشعور ببهجة العيد وأخذ الصور بالقرب من أشجار الميلاد العملاقة. حتّى المطاعم شبه فارغة، في وقتٍ كانت فيه تعجّ هذه الأمكنة بالناس قبيل موسم الأعياد، ولكنّ الازمات ضربت هذا القطاع ضربة قاضية، فكلّما عمل التجّار على التقاط أنفاسهم، جاءت لعبة الصّرف لتضيّق الخناق عليهم.
الـBlack Friday"" في لبنان، ورغم استمراره على مدار أكثر من يوم على عكس ما يحصل في بلدان الخارج، لم ينجح في استقطاب الزبائن الذين باتوا يتجنّبون حتى زيارة الافران و"السوبرماركت" والصيدليات، في بلدٍ باتت كلّ أيام الأسبوع فيه سوداء!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك