جاء في "المركزية":
العالم كلّه يستعجل الدولة اللبنانية حلَّ خلافها مع الدول الخليجية، الا ان اهل الحكم على ما يبدو، لم يدركوا حتى الساعة، أهمية هذه "المصالحة"، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".
في رسالته الى رئيس الجمهورية ميشال عون بمناسبة الاستقلال، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "كونوا على ثقة بأن جميع شركاء لبنان الحقيقيين في المجتمع الدولي جاهزون لتقديم أي مساعدة لكم. ولكن من دون إجراءات قوية ضرورية من قبل المسؤولين اللبنانيين بهدف استعادة الثقة، فإن لبنان يخشى مضاعفة عزلته الإقليمية، علماً ان فرنسا ترغب في مساعدته على الخروج منها".
الرسالة التي أوصلها ماكرون الى نظيره اللبناني، سمع ما يشبهها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في روما. فقد شدد أمين سر الفاتيكان الكاردينال بياترو بارولين خلال استقباله ضيفه "على أهمية مبادرة اللبنانيين إلى إنقاذ أنفسهم، سواءً عبر تنفيذ التزاماتهم الدولية أو من خلال تحسين علاقاتهم العربية". وأكد بارولين في هذا السياق على أنّ "صدقية أي حكومة تكمن في أن تؤمن التزامات البلد خصوصاً مع المجتمع الدولي"، وأنه بموازاة بذل الفاتيكان جهوده لدعم لبنان، يبقى على الأخير "ضرورة أن يكون على أفضل العلاقات مع محيطه العربي".
الدعوة الى معالجة الازمة الناشئة مع الخليج، حملها ايضا الى بيروت، منذ اسابيع، الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، وقد حثّ الحكومة حينها على اتخاذ خطوات "حسن نية" تساعد في التخفيف من حدّة الاجراءات التي سيتخذها الخليجيون تجاريا واقتصاديا في حق لبنان، غير ان نداءه هذا، ذهب كصرخة في واد.
فبحسب المصادر، اهل الحكم أعجز من مواجهة حزب الله، ويخافون "إغضابه" إن هم قرروا مثلا اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي الذي تسببت تصريحاته بانفجار الخلاف الدبلوماسي، كما يخشون اصدار مواقف او اتخاذ اجراءات عملية، تعيق على "الحزب" حركةَ نقل المسلحين والسلاح والممنوعات من لبنان الى الميادين العربية.
الا ان هذا "التردد" الذي يؤكد للخليجيين ان لبنان الدولة، واقعٌ فعلا تحت سيطرة حزب الله، لم تعد مفاعيله محصورة على العلاقات اللبنانية - الخليجية فحسب، بل بات يتهدد جدّيا، وكما جاء في مواقف أركان الاسرة الدولية المذكورة اعلاه، مستقبل لبنان وعمليّة انقاذه من الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية الخطيرة التي يمرّ بها، حيث تبيّن ان "رأب الصدع"، يُعتبر ضروريا لنجاحها ووصول الدعم المرجو الى بيروت.
فهل سيتّخذ رئيسا الجمهورية والحكومة الراغبان كما يرددان منذ اسابيع في احتواء الخلاف، موقفا شجاعا وجريئا لحلّه، واعادة وضع قطار انقاذ لبنان على السكة الصحيحة؟ أم سيبقون صامتين يتفرّجون على الحزب يسلخ البلاد عن محيطها الطبيعي والحيوي، ويحرق أعمار اللبنانيين واموالهم؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك