كتبت كريستال النوار في موقع mtv:
الأزمة البيئيّة ليست في سلّم الأولويات لدى المسؤولين اللبنانيين، مثلها مثل أيّ أزمة أخرى. فكلّ ما "يقتل" المواطن لا تُعيره السلطة أيّ أهمّية وكأنّها تمتهن إفراغ البلد من أهله بكافة السبل المُتاحة، وغير المُتاحة أيضاً.
وتعود اليوم أزمة النفايات إلى الواجهة، بعد مسلسلٍ طويل يبدو أنّه لم ولن ينتهي قريباً. إذ لطالما احتلّ لبنان مراكز متقدّمة في قوائم التلوّث العالميّة ولم يتحرّك ضمير أيّ من المعنيين.
وفق ما يرى الخبير البيئي بول أبي راشد، "يضعنا المسؤولون أمام الأمر الواقع بدل العمل على معالجة المشاكل التي تتراكم مع مرور السنوات"، مشدّداً في حديثٍ لموقع mtv، على أنّه في موضوع النفايات "حان الوقت لأن نتخلّص من الخصخصة والاحتكار والمافيا المُسيطرة على قطاع الجمع والمعالجة، لكي نبدأ بلمس النتائج والحلول".
وفيما يغرق لبنان بالوعود الفضفاضة في مختلف الملفّات، وعدنا وزير البيئة منذ أيّام بالعمل على إيجاد حلولٍ لملفّ النفايات قائلاً إنّ لا حلول سحريّة بل التأسيس للفرز من المصدر مع معالجة سليمة وإدارة محلية كما أنّ العمل مستمرّ لإيجاد حلول مستدامة للنفايات الصلبة.
ورداً على وعود الوزير، يتوجّه إليه أبي راشد بالقول: "طرحنا العديد من الحلول البديلة ولكن لا أحد يسمع، لأنّهم يُريدون تسيير مصالح المافيا فيما حلولنا تخلّص البلد واللبنانيين من الأزمة بشكلٍ نهائيّ"، ويُتابع: "وعدنا الوزير بأنّه سيُعالج الملفّ بطريقة مستدامة، ونحن نضع هذا الأمر بعهدته وجاهزون لإبداء رأينا بمقترحاته والملفّ عموماً".
الأهمّ اليوم، يبقى تجنيب اللبنانيين خطراً قاتلاً يتمثّل في المزيج الذي ينتج عن معالجة النفايات لبنانيًّا مثل الحرق والطرق غير الصحية الأخرى. أمّا الخطر الذي لا مفرّ منه، فهو اختلاط النفايات مع مياه الأمطار وما ينتج عن ذلك من موادٍ مسرطنة ستتجذّر في المياه التي نستخدمها للشرب وللإستعمال اليومي، وفي الهواء الذي لا يمكن العيش من دون استنشاقه.
فإذا تفاقمت أزمة النفايات وغرقت شوارعنا بها، لن يبقى مرضاً إلا ويُصيبنا! وفي هذا السياق، حدّث ولا حرج عن المشاكل الصحية والأمراض التي تتربّص بنا: السرطان، الحساسية بمختلف أنواعها، الأمراض الجلديّة، مشاكل العيون، أمراض الجهاز التنفسي، أمراض القلب والأوعية الدمويّة، أمراض ناتجة عن تفشّي الفيروسات والبكتيريا والميكروبات.
وللأسف كلّ الأزمات مترابطة في بلدنا، فمع لائحة الأمراض المذكورة قد لا يتمكّن كثيرون من علاجها إن أصابتهم نظراً لغلاء أسعار الأدوية إن وُجدت، مع تحليق الدولار، وعجز الكثيرين عن تحمّل فاتورة المعاينة الطبية والاستشفائيّة.
فهل يفي الوزير بوعده ونتخلّص من مزيج "النفايات والأمطار" القاتل؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك