كتبت صفاء درويش في موقع mtv:
قد تكون بيروت الثانية هي أولى الدوائر التي حسمت مجموعات المعارضة (الثورة) توجّهها الإنتخابي فيها. في الشطر الغربي من العاصمة تبدو الأمور أسهل والعوائق أقل في وجه المجموعات التي وُلد معظمها بعد 17 تشرين 2019.
ساهم عدم حضور حزب الكتائب في الدائرة بتسريع الاتفاق حول شكل اللائحة، بعيدًا عن النقاشات المحتدمة الجارية في دوائر اخرى كبيروت الأولى وبعبدا والمتن الشمالي.
ولأن الدائرة بأسرها تشهد تخبّطًا على صعيد معظم اللوائح، فإن المشهد لم يكن محسومًا لدى أي من الأطراف باستثناء لائحة الثنائي الشيعي - الأحباش. الأنباء حول عدم رغبة الرئيس سعد الحريري بالترشّح ساهمت ايضًا بإضفاء جوٍّ من الضبابية على المشهد البيروتي، حيث ترجّح المعطيات تراجع نسبة الإقتراع عن استحقاق عام 2018. هذا الأمر يعني تراجع الحاصل في الدائرة بشكلٍ تلقائي.
لدى المعارضة رأيان، الأوّل يجزم بقدرتها على تأمين أكثر من حاصل، نتيجة الحالة الاعتراضية على أحزاب السلطة والسخط من اداء بلدية بيروت التي تمثل هذه الأحزاب على حد تعبير المعارضة، والثاني عقلاني أكثر وهو يؤيّد فكرة العمل الحثيث على اختيار الأسماء بدقّة لمحاولة الوصول إلى الحاصل الأوّل.
انطلاقًا من هنا، كانت فكرة البحث عن شخصية ذات ثقلٍ سياسي كبير، تترأس هي اللائحة، وتكون عامل الجذب الأوّل لأبناء بيروت الممتعضين من الحالة التي وصلت إليها مدينتهم. مجموعات عدّة خرجت بمقترح التواصل مع السفير نواف سلام ليكون هو مرشّح الثورة في بيروت الثانية، المنطقة التي تزعّمها الرئيس رفيق الحريري ولم ينجح نجله سعد بالحفاظ على حيثية والده فيها.
دغدغ الطرح عاطفة سلام، ولكن بعد أخدٍ وردّ واجتماعات شهدتها العاصمة الفرنسية باريس حسم الرجل أمره "مبدئيًا" بعدم الترشّح. ونقل البعض عنه عدم رغبته بتلقّي أي تمويل يشبه الإطار الذي وضعته مجموعات الثورة لتمويل حملاتها، كون قدراته المادية لتمويل الحملة الانتخابية اليوم محدودة. قد يكون سلام لا يرغب أيضًا بالتحوّل من شخصية باتت مرشّحة المجتمع الدولي الأولى لرئاسة الحكومة إلى نائب في المجلس النيابي محدود القدرات والآفاق.
طُويت صفحة سلام، وقبلها رفضت المجموعات عرضًا من النائب فؤاد مخزومي بالترشّح معه على اللائحة لاعتبارات عدّة.
أمّا على صعيد تشكيل اللائحة، والتي تقرّر أن تكون مكتملة من 11 مقعدًا من دون أي شغور، فقد حُسمت بعض الأسماء ولا تزال بعض الأسماء الأخرى قيد الدرس.
عن المقاعد السنّية تأكّد ترشيح كل من حسن سنو (مجموعة لنا) ومنى حلّاق، فيما يدرس وضاح الصادق أوراقه مع ترجيح ترشّحه أيضًا عن احد المقاعد الستّة وذلك عن حزب "أمام" الذي سيبصر النور قريبًا وهو تشكّل بعد دمج ثلاث مجموعات هي "خط أحمر" و"تقدّم" و"لقاء تشرين".
ويرى مصدر من اللائحة أن ترشّح الصادق هنا بات الزاميًا لمحاولة تعويض رفض سلام الترشّح، عبر رفد اللائحة بأصوات اضافية يأتي بها من الساحة السنّية التي كانت غائبة نوعًا ما عن الحضور في الساحات منذ العام 2019.
أما المقعد الشيعي الأول فحُسم لصالح ميا عطوي عن مجموعة "منتشرين"، بينما تدرس المجموعات أسماء عدّة لاختيار واحد منها للمقعد الشيعي الثاني.
وعن المقعد الدرزي ثُبّت اسم الناشط وليد فخر الدين عن عامية 17 تشرين، وهو برز سابقًا ابان مظاهرات 14 آذار في وسط بيروت، يينما ستترشح زينة مجدلاني عن المقعد الأرثوذكسي.
بالطبع، تملك مجموعة "بيروت مدينتي" حيّزًا اساسيًا من القرار، حيث تتواجد في بيروت منذ الانتخابات البلدية عام 2016، ولها خصوصية في الدائرة الثانية قد تسمح لها بتسمية عدد من المرشحين.
يبقى السؤال، بعد رفض المعارضة الترشّح إلى جانب النائب فؤاد مخزومي، ورفض السفير نواف سلام ترؤس اللائحة، هل تحجز الثورة اولى مقاعدها للمجلس النيابي من بيروت، أم أن اقبال البيارتة سيشكّل بحد ذاته مفاجأة كبيرة؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك