كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
تختلف الأراء وهناك من يقول أنّ المعركة الإنتخابية المقبلة بين التيّار الوطني الحر" والقوات اللبنانية هي معركة "كسر عظم"، فالفريقان يتنافسان على حجز الكتلة المسيحية الاكبر في المجلس النيابي تمهيداً لخوض المعركة الرئاسيّة، ويستند أصحاب هذا الرأي الى أنّ وجود الطرفين في الشارع المسيحي لا يزال مهيمناً رغم وجود المجتمع المدني، الذي لن يكون مؤثراً.
فيما تتحضر القوات بقوة لخوض المعركة من أجل تغيير الأكثرية المسيحية وسحبها من حزب الله، وتقول اوساطها اننا تحولنا الى خليّة نحل، للقدرة على الحسم، والتأكيد على أنّ المعركة الانتخابية المقبلة على الساحة المسيحية ستكون معركتنا.
وتتابع هذه الأوساط، في حديثها الى وكالة "اخبار اليوم" انّ القوات بدأت نسج تحالفات تجعلها خصماً قويّاً للغاية، لن يتمكّن أيّ طرف من غلبها في مناطق وجودها.
وتشير مصادر مستقبلية إلى تقدّم إيجابي في مسار العلاقة مع القوات اللبنانية وتيّار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي مما يؤسس لتحالف "صلب" يتوّج انتخابياً فورعودة الرئيس سعد الحريري من الخارج في القريب العاجل.
وبحسب العارفين ايضاً، تعمد القوات على إيجاد حلفاء أقوياء يمدّون اللوائح بحواصل انتخابية إضافيّة، وتحديداً في المناطق الأساسيّة ككسروان جبيل وزحلة والمتن، وفي هذا السياق هناك اتصالات انتخابية تُتطهى على نارٍ هادئة مع الزعماء التقلديين في منطقة كسروان.
لذلك بالنسبة الى القوات يجب الذهاب الى هذا الاستحقاق المفصلي، بل وأنّ تكون الأولوية لاقتراع كثيف لانتزاع الأكثرية النيابية بما سمتهم "أصدقاء السلاح غير الشرعي"، وعندما تُنتزع هذه الأكثرية يكون لكلّ حادثٍ حديث.
انطلاقاً من هذا، فإنّ القوات ستتنفس الصعداء، وتكسر الحصار الذي فرض عليها، كما انها تحتاج إلى تلك التحالفات، فالكثير من الأفرقاء يحتاجونها.
الانتقال الى ضفّة التيّار، فإنّ السؤال المطروح اليوم يأتي انطلاقا من مقاربة الأحداث من العام 2005 وحتى العام 2021. فمنذ أكثر من خمسة عشر عاماً، حقق المزاج العام في الساحة المسيحية بتسونامي ميشال عون. فكيف سيكون أثر أحداث العامين الأخيرين المأسوية والتي انعكست سلبا على مزاج المجتمع المسيحي تجاه تيّار الرئيس؟
والمفارقة انّ العهد وصل الى خواتيمه، لم يعد لديه ما يقدمه لمدّ تيّاره بالقوة اللازمة على مستوى الانتخابات، وفي قراءة لعدد من الدوائر الانتخابية، تقول المصادر المتابعة للجو الانتخابي إنّ شعبية التيار ضعفت وربما وصلت الى حدودها الدنيا في المدن، تحديداً في بيروت، حيث خسر كل شيء، خصوصاً بعد انفجار الرابع من آب.
اما في كسروان التي توجت عون زعيماً في العام 2005، تبدو اليوم أشبه بالكابوس للتيار، سيما وأنه خسر مرونة تحالفاته مع العائلات، بعد خروج النائب نعمت افرام من التكتل، واصطفاف النائب فريد هيكل الخازن في كتلة تيار المردة. وتقول مصادر متابعة انّ النائب السابق منصور البون يرفض التحالف معه، وهو سبق أنّ أعرب عن استيائه من تجربته مع هذا الفريق في الدورة السابقة.
وايضاً في زحلة خسر التيار فعالياته، بعد خلافه مع المهندس أسعد نكد والنائب ميشال ضاهر والسيدة ميريام سكاف وهناك توجه للنائب نقولا فتوش لإتخاذ موقفاً شبيهاً .
في المحصلة، يتوقع خصوم التيار خسارة أكبر له، أيّ أنّ تصبح الكتلة أقل من عشرين نائباً، مقابل ارتفاع كتلة القوات إلى أكثر من عشرين نائباً.
فهل نشهد تسونامي "قوّاتي" يجرف التيار ويتربّع مكانه على عرش "التمثيل المسيحي"؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك