احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بقداس تهنئة العذراء وعيد القديس يوسف، في كنيسة القديس جاورجيوس عيتنيت، وهو قداسه الأول في منطقة البقاع الغربي بعد توليته على كرسي الأبرشية، شارك فيه المطران عصام يوحنا درويش، خادم الرعية الأب شارل شامية والابوان ايلياس ابراهيم وادمون بخاش، في حضور رؤساء بلديات عيتنيت اسعد نجم وخربة قنافار طوني شديد وعين زبدة شربل نهرا، منسق حزب "القوات اللبنانية" في البقاع الغربي شربل الراسي، منسق "التيار الوطني الحر" في عيتنيت امين منصور، رئيسة دير ومدرسة اسعد عبود للراهبات الانطونيات في عيتنيت الأخت دعد قزي ومؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، القى درويش كلمة شكر وقال:"نستقبل اليوم بفرح كبير ونرحب براعي الأبرشية المطران ابراهيم ابراهيم. خلال العشر سنوات التي امضيتها معكم عيتنيت كان لها مكانة كبيرة في محبتي وعملي ورسالتي كما كل قرى البقاع الغربي، وكنت اقول دائما إن ابرشيتنا كما كل الأبرشيات المارونية او الأرثوذكسية في زحلة، ضعيفة من دونكم. كنتم دائما بمحبتكم ووجودكم قوة ابرشيتنا وقوة كل الأبرشيات المسيحية في البقاع. اشكركم على السنوات التي امضيناها معا وسيبقى لعيتنيت مكانة خاصة في قلبي وصلاتي، واعرف ان للمطران ابراهيم حبا كبيرا للبقاع الغربي، ولديه علاقات مع كل عائلاتكم سواء في اميركا او كندا ويحمل اليكم محبة كبيرة."
ثم اعرب ابراهيم في عظته عن سعادته بلقاء اهالي البقاع الغربي، وشكر للمطران درويش انجازاته في المنطقة وقال:"ولد المسيح فمجدوه. سيدنا عصام الحبيب الذي قاد هذه الأبرشية سنوات طويلة بمحبة وعناية وانتباه وصدق، وقد كانت هذه المنطقة غالية على قلبه واهتم بكنائسها وبشكل خاص بأبنائها. مهما تحدثنا عن سيدنا عصام، يبقى قليلا خصوصا ان في عهده هذه الكنيسة الأثرية التاريخية المهمة جدا اخذت جمالا اضافيا، نحن اليوم في وسط التاريخ، وبنوع خاص في وسط تاريخ طائفة الروم الملكيين الكاثوليك".
وتابع: "في غمرة الأعياد المجيدة، لا نستطيع الا ان نعيش الفرح الميلادي العميق التي تنقله الينا المواسم الخلاصية، لكن يبقى هناك حسرة. فعندما كنت في كندا، كنت التقي شبابا وفتيانا وارى كيف يعيشون براحة وكل شيء مؤمن لهم، كانت لديهم حسرة (يا ريت بلادنا بترتاح، بلادنا تستحق كل الخير)، هذه الغصة في قلوبنا، نتمنى ان ينزعها الرب يسوع ويزرع مكانها الأمل والفرح والرجاء والتغيير الحقيقي. لجميع المحزونين اليوم، لأسباب عديدة من اخوتنا اللبنانيين، اقول لهم ضعوا ثقتكم في القلوب، ثقوا تشددوا، ما بعد العسر الا اليسر وما بعد الشدة الا الفرج، وما بعد الصليب الا القيامة. ونحن قياميون ابناء القيامة".
وختم: "انا سعيد جدا لوجودي معكم اليوم، اعيش ظروفكم وهذا شرف كبير لي، وليس هدفي ان اكون مرتاحا هدفي ان اكون مع اهلي. عيد ميلاد السيد المسيح هو عيد الأمل الصامت والحب العارم والسلام الدائم الذي بشرت به السماء والأرض ساعة مولده. اخترت ان يكون قداسي الأول خارج المطرانية في البقاع الغربي في عيتنيت وهذه دلالة ان عيتنيت هي جزء مني لأني خدمت اهلها مدة طويلة، 12 سنة في كليفلاند في الولايات المتحدة الأميركية وكنت قريبا جدا منهم واكتشفت كرمهم وطيبتهم وثقافتهم وقوتهم في تحقيق الذات، وتابعت هذا الإختبار في كندا مدة 18 سنة. ورمزية عيتنيت بأنها مدخل للبقاع الغربي وهو الجزء الأغلى من هذه الأبرشية على قلب الأسقف، لذلك سيدنا عصام اختار ان يكون هناك مقر دائم للمطرانية في عيتنيت وهذا يعني ان عيتنيت في قلب الأبرشية، وان البقاع الغربي هو جزء اساسي ومهم في حياة هذه الكنيسة الملكية الكاثوليكية المنفتحة على باقي الكنائس وعلى باقي الطوائف والأديان لأنها تمثل الإنسان".
في نهاية القداس، قدم طفلان من ميداد عيتنيت باقتي ورد الى ابراهيم ودرويش، ثم تحدث نجم وقال: "بفرح عظيم نستقبلكم اليوم في عيتنيت راعيا على هذه الأبرشية المشعة في موقعها ومحيطها، وقد تكون الأغلى على قلوب الروم الملكيين الكاثوليك في العالم.
دعاكم الرب من كندا، كما دعا الرب أبانا ابراهيم الخليل من أور، لترعوا أبناء هذه المنطقة المعذبة في أصعب ظروف الحياة، فما ترددتم في تلبية دعوته، كما لبيتموها في بداية حياتكم الكهنوتية في الذهاب إلى أقاصي المعمورة".
اضاف: "إنها الزيارة الأولى لكم بعد توليتكم على كرسي هذه الأبرشية، لكن عيتنيت لم تكن يوما بعيدة عنكم منذ أكثر من ثلاثة عقود: فأنتم تعرفون أبناء هذه البلدة أكثر مما نعرفهم نحن: في دنيا الإغتراب، وفي كليفلاند خصوصا، حيث إستمرت خدمتكم في رعية النبي الياس ابتداء من سنة 1991 ما يزيد عن أحد عشر سنة، وفي كندا بعد توليتكم أسقفا على أبرشية المخلص للروم الملكيين حيث رعيتم شؤون المؤمنين طوال أكثر من ثماني عشرة سنة. نعرفكم من الأحاديث الطيبة لأبناء الطائفة الذين هاجروا من هذه الأرض سعيا إلى مستقبل أفضل في أرض بعيدة، بانيا ومؤسسا للصروح الدينية، ساهرا أبدا على نشر رسالة المسيح وحافظا لتراث روم الملكيين في القارة الجديدة".
وتابع:"تكاد تكون بلدة عيتنيت اليوم يا صاحب السيادة على صورة مدينة أنطاكيا التي هجرها أهلها، لكنها حافظت على رمزيتها في التراث المسيحي كمركز للكنيسة المشرقية. فعيتنيت هي قرية وادعة على سفح هذا الجبل وعلى شاطىء هذه البحيرة، هجرها أهلها إلى أصقاع العالم: إلى كليفلاند أوهايو وحدها حيث يزيد عدد أبناء البلدة الذين أقاموا فيها عن العشرة آلاف منذ الحرب العالمية الأولى، إلى كندا حيث هاجر إليها عشرات العائلات الذين لم يبق منهم سوى من يمثلهم في أرض أجدادهم."
وقال: "لقد أولى سيادة راعي الأبرشية الذي تخلفونه اليوم، المطران عصام يوحنا درويش، هذه المنطقة وهذه البلدة بصورة خاصة إهتماما إستثنائيا، فجعل من هذه البلدة مقرا صيفيا للمطرانية، ورمم كنيستها، كنيسة القديس جاورجيوس، التي يعود إنشاؤها إلى القرن الثامن عشر، وأبرز معالمها بأعمدتها العالية وعقدها، وأضاء على غناها في تراث الروم الملكيين حيث يرقد تحت مذبح هذه الكنيسة بطريرك إنطاكيا واسكندرية وأورشليم وسائر المشرق بين سنتي 1794 و1796 وأوائل بطاركة طائفة الروم الملكيين الكاثوليك المثلث الرحمات البطريرك كيريوس كيريوس كيرلس سياج السابع، الذي قدم إلى عيتنيت وتوفي فيها سنى 1796، ودفن تحت مذبح هذه الكنيسة المقدس. أشرف صاحب السيادة أثناء أعمال الترميم على فتح قبر البطريرك والكشف على رفاته، وعمل على وضعها ضمن صندوق من خشب السنديان يحمل إشارة الصليب، وأبقى القبر ظاهرا خلف المذبح".
واشار الى ان "دفن أوائل بطاركة طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في هذه الكنيسة هو دليل حاسم على عراقة هذه الطائفة في هذه البلدة وعلى أهمية هذه الكنيسة في تراث الروم الملكيين الكاثوليك في هذا الشرق. وعمل المطران درويش أيضا في أشهر خدمته الأخيرة على إنشاء كابيلا التجلي في جوار المقر الصيفي للمطرانية على تلة مواجهة لحرمون - الجبل المقدس، وحضر لنفسه مكانا يتنسك فيه تحت بنيان هذه الكابيلا ليسكن فيها في السنوات المقبلة. هذا عدا الإهتمام الإستثنائي الذي أولاه لهذه المنطقة".
أضاف: "عند تدشين المقر الصيفي للمطرانية في 30 آب 2014، قلت له ان موقع دار المطرانية هو نقطة إلتقاء العيش المشترك وأن مبادراته هذه هي من أعمال الروح القدس. وقد عزز هذا المقر بالفعل حضور الكنيسة في هذه المنطقة الغالية والمقدسة من لبنان، وفتح المطران درويش هذه الدار للمهنئين في يوم السادس والعشرين من شهر كانون الأول في عيد تهنئة العذراء مريم حيث كان يستقبل المهنئين من المؤمنين في المنطقة وفعالياتها وأهاليها من كل أطيافها وتلاوينها".
وختم: "في خطوتكم رسالة تأكيد لأبناء هذه المنطقة على حرصكم على استمرار هذا التقليد الذي سار عليه سلفكم، وكذلك رسالة طمأنة لهم بألا يخافوا لأنكم معهم مستمرون وبأن هذه المنطقة ستبقى في قلب إهتمامات وصلاة راعيها. فيا سيدنا عصام، ستبقون في قلوبنا وستبقى هذه المنطقة مشرعة أبوابها على من رعاها باهتمام استثنائي طوال عقد كامل. أما أنتم يا سيدنا ابراهيم فإننا نناديكم أن تقيموا معنا بعد أن أحاطت بنا الشدائد. وإننا نردد الدعاء بأن يحفظكم الرب لسنين كثيرة، ويقود خطاكم في رعاية السفينة في هذا البحر الهائج الذي تكبر فيه الآمال ويتعاظم فيه الإيمان".
بعد القداس انتقل الحضور الى قاعة الرعية حيث تقبل ابراهيم التهاني واقيم كوكتيل للمناسبة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك