خاص موقع mtv
كثيرون يعيدون أبرز أسباب فشل عهد الرئيس ميشال عون الى سوء العلاقة بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري.
أساء عون، ومعه النائب جبران باسيل، تقدير حجم وتأثير بري. ظنّا أنّ العلاقة مع حزب الله تغني عن العلاقة مع رئيس المجلس. بدأ العهد، بغطاء مثلّث طائفيّاً: مسيحي أمّنه "القوات اللبنانيّة"، سنّي وفّره الرئيس سعد الحريري، وشيعي من خلال التحالف مع حزب الله. بري خارج الدعم، وقد شعر باسيل أنّه بات خارج الزمن أيضاً، لكنّ اليوميّات أثبتت غير ذلك.
كان بري، ولا يزال، من أقوى اللاعبين الداخليّين. هو أولويّة لدى حزب الله. علاقته متينة مع الحريري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجيّة. علاقته جيّدة مع سنّة ودروز ٨ آذار، ومع حزب الطاشناق والكثير من القوى السياسيّة التي راكم باسيل الخلافات معها. و، أيضاً وأيضاً، يمسك بالملف المالي والنقدي من خلال وزارة المال ومصرف لبنان.
من هنا، ظلّ بري يملك القدرة على التحكّم بأوراقٍ كثيرة، وهو وضع أكثر من عصي في دواليب العهد، ونجح في إحداث ثقوبٍ فيها، بينما كان متاحاً تحسين العلاقة معه.
ومن المؤكد أن ادّعاء رفض التيّار الوطني الحر التعاطي مع بري، بسبب اتّهامه بالفساد، لا يؤخذ به لأنّ محاولات كانت جرت لتوقيع وثيقة تفاهم بين "التيّار" وحركة أمل، من دون أن يكتب لها النجاح، فهل لو نجحت كانت ستسقط التهمة عنه؟
هل سيتغيّر ما سبق في العام المقبل؟ الجواب لا. سيعود بري، حتماً، الى رئاسة مجلس النواب. سيكون شريكاً في تسمية رئيس الحكومة وتشكيلها، ثمّ سيكون ناخباً أساسيّاً في الانتخابات الرئاسيّة.
الخلاصة: إسقاط بري أو تحجيمه أو شنّ حرب عليه لن ينجح. الأفضل هو استيعابه وإيجاد طريقة للتعامل معه. ربما لم يفت الأوان…
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك