كتب داني حداد في موقع mtv:
قالت نائبة رئيس التيّار الوطني الحر للشؤون الإداريّة مارتين كتيلي، عبر mtv، منذ أسابيع إنّ "ما يتحكّم بالتحالفات الانتخابيّة هي المصالح". قاطعتُها حينها، في الحوار التلفزيوني، وقلت: "يُفترض أن تكون المبادئ، لا المصالح". ابتسمت السيّدة مارتين، بلباقة، ثمّ تابعت كلامها.
كانت نائبة رئيس "التيّار" صادقة الى أقصى الحدود. يريد "التيّار" مصلحته، على حساب مبادئه. ما يقال من عبارات وشعارات، منذ "يمكنكم سحقي ولن تأخذوا توقيعي"، وصولاً الى معركة محاربة الفساد، مروراً بـ "البلطجي"، مجرّد كلامٍ استهلاكي يُقدّم كطبقٍ للالتهام السريع على موائد الجمهور الحزبي المتشنّج، والذي، إن جاع وغضب، يأكل كلّ شيء ولا يميّز بين طعمٍ وآخر. حال جماهير الأحزاب الأخرى ليست أفضل.
يتحالف "التيّار" مع الفاسدين ليريحنا منهم. ألم يصف نبيه بري بالفاسد قبل أن يتحالف معه؟
ويتحالف مع من يرفضون الخضوع للقضاء ويعرقلون التحقيق في انفجار المرفأ. هكذا وصف، منذ أشهر قليلة، بعض من يتحالف معهم اليوم.
ويتحالف مع ايلي الفرزلي في البقاع الغربي. راجعوا أرشيف مسؤولي "التيّار" وكوادره ومناصريه وجيشه الالكتروني عن الفرزلي.
ويتحالف مع علي الشيخ عمار في دائرة صيدا وجزين، وهو من المدافعين عن أحمد الأسير. هل تتذكّرون الأسير وأفعاله؟ هل يُمكن أن يُدعى عمّار مثلاً الى مؤتمر "التيّار" عن الدولة المدنيّة؟ ولعمّار مواقف كثيرة يهاجم فيها الرئيس ميشال عون بشكلٍ مباشر.
ولأنّ الشيء بالشيء يُذكر، إليكم هذه القصّة: تواصل نائبٌ "عوني" غير مرشّح مع شخصيّة سياسيّة قبل إقفال باب الترشيح الى الانتخابات. عرض عليها، نيابةً عن حزبه، التحالف الانتخابي. استغربت الشخصيّة العرض. قالت للنائب: "ولكنّني أهاجم الرئيس عون يوميّاً". أجابها "مش مشكل، هيدا تحالف انتخابي".
والتعبير الأخير بات الحجّة التي يُردّ بها على الاتهامات بتحالفات مع خصوم وأضداد. يَفترض التحالف الانتخابي حدّاً أدنى من أوجه الشبه والمبادئ المشتركة. يفترض صدقاً ومصارحة. هل نسي "التيّار" عيوب من ظلّ يهاجمهم طيلة سنوات؟ ألم يردّد رئيس الجمهورية مراراً أمام زوّاره، والشهود كثيرون: "لن ينهض البلد بوجود بري"؟ ربما قصد القول "لن ينهض إلا بالتحالف مع بري".
لقد تعرّض جبران باسيل لحملة بعضها ظالم في مرحلة ما بعد ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩. لا يتحمّل باسيل وحده مسؤوليّة ما وصل اليه البلد. في ترتيب المسؤوليّات هناك أسماء كثيرة قبله، وبعضها يحاضر اليوم بالعفّة، وبعضها ينادي بالتغيير. ولكن، لا يجوز ألا ندلّ بالإصبع باتجاه "التيّار" لنقول له إنّ تحالفاتك الانتخابيّة تناقض كلّ ما قلته لنا منذ سنوات. تناقض شعاراتك. تناقض ما نسمعه من مسؤوليك في الجلسات الخاصّة وعبر الإعلام.
إن تحاملوا على "التيّار" نجرؤ على القول إنّه مظلوم. هذه المرّة هو على خطأ. والخطأ كبير، بحجم علامة الاستفهام التي بتنا نضعها على مواقفه كلّها…
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك