كتب عمر الراسي في "أخبار اليوم":
لم تخرج جلسة مناقشة رسالة الرئيس ميشال عون عما هو مرسوم او متوقع لها، بل انها رسخت السجالات والخلافات بين القوى السياسية، الامر الذي لا يبشر خيرا على مستوى الاستحقاق الرئاسي.
ومن جهة رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي الغى الحوار حول هذا "الملف العالق"، قال خلال الجلسة: سبق أن ناقشنا من قبل رسائل مماثلة.. وما صار شي". وتساءل برّي: "هل يعتقد أحدٌ أنني قد أدعو إلى أمر طائفي؟... وفي المحصلة حدد بري موعدا الخميس المقبل جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وليس متوقعا ان تكون مختلفة عن سابقاتها.
وانسداد افق الحلول هذا، وعجز القوى السياسية عن التواصل، تعلق البلد على تسوية ما خارجية، بدورها حتى اللحظة غير واضحة المعالم.
وهنا، يرى مرجع سياسي، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان شخصية "رئيس جمهورية لبنان" العتيد ستتبلور من خلال التفاهمات الدولية التي ربما انطلقت من ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع اسرائيل. لكن الامر لا يعدو كونه انطلاقة، تنتظر الكثير من التفاصيل كي تتبلور، انطلاقا من اسئلة محورية لا اجابات بشأنها حتى اللحظة، ومن ابرزها: هل ستحترم الحكومة الاسرائيلية الجديدة هذا الاتفاق (في ضوء الفوز الكبير الذي حققه بنيامين نتنياهو)؟ هل سيربح الحزب الديموقراطي في اميركا؟ ما مصير ملف المفاوضات الايرانية - الاميركية بشأن الملف النووي، وبالتالي ما مصير العلاقة بين طهران وواشنطن؟
ويضيف المصدر: كلها ملفات ترخي بظلالها على لبنان وتربط "ولادة" الرئيس بما سيتم من تسويات تشمل اكثر من بلد في الشرق الاوسط.
ألا يعكس الامر تقصيرا على المستوى اللبناني؟ يجيب المصدر: لم ننجح في صناعة وطن، ويبدو ان هذا الشعب لا يستأهل رقعة الارض التي يعيش عليها... أيعقل ان لا يوجد متهم واحد في انفجار المرفأ وما سوى ذلك من احداث امنية واغتيالات شهدها البلد، ألا يوجد ايضا متهم بالفساد على رغم الملفات الكثيرة التي افلست الدولة ... ألا يوجد من يعترض على "الاحتلال الايراني للبلد".
وانطلاقا مما تقدم ما هي المواصفات الرئاسية التي يجب ان تتقدم على ما سواها، ينتقد المرجع البحث عن "رئيس على مسافة واحدة من الجميع"، فاعتماد هذه السياسة يعني انه غير ملتزم بالشرعية، ويعتبر وجود سلاح غير شرعي امر طبيعي.
واذ يعتبر ان حظوظ مثل هذه الشخصية قد ترتفع في حال التوصل الى اتفاق دولي في لبنان، يستدرك المرجع قائلا: لا يمكن ان نمنن النفس بانتخاب رئيس كـ الياس سركيس او فؤاد شهاب، فالامر غير وارد في ظل الاحتلال الذي يمثله حزب الله، فان اي رئيس سينتخب وفق المعطيات الراهنة، من المرجح ان يتخطى الشرعيات الدولية والعربية وايضا الشرعية الدستورية اللبنانية، من أجل تمرير مرحلة، في انتظار ما سيأتي لاحقا.
ومن هو اذًا مرشح حزب الله، يجيب المرجع: الحزب يدعو الى ملاقاته بشخصية تشبه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حيث الرئيس بري يسميه بدلا منه، بمعنى آخر ان الحزب لم يسم فرنجية بالعلن كي لا "يزعل" حليفه النائب جبران باسيل.
ويخلص المرجع الى القول: الحزب يريد رئيسا لا يطرح السيادة والالتزام بالشرعية العربية والدولية على بساط البحث.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك