كتبت لارا يزبك في "المركزية":
وضع فريق رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر، كل ثقلهما، لمنع جلسة مجلس الوزراء التي دعا اليها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، من الانعقاد اليوم. امس، دعا عون الوزراء إلى اتخاذ موقف يمنع الخروج عن نصوص الدستور، متهماً ميقاتي بمحاولة الاستئثار بالسلطة. وقال عون، في بيان، إن ميقاتي "كشف مرة جديدة، من خلال الدعوة التي وجّهها لعقد جلسة للحكومة، عن الأسباب الحقيقية التي جعلته يمتنع، طوال خمسة أشهر متتالية، عن تأليف الحكومة التي كُلّف بتشكيلها، ألا وهي محاولة الاستئثار بالسلطة وفرض إرادته على اللبنانيين خلافاً لأحكام الدستور والأعراف والميثاقية". ورأى أن "التذرع بتلبية الحاجات الاستشفائية والصحية والاجتماعية وغيرها من المواضيع التي أوردها رئيس حكومة تصريف الأعمال في جدول أعمال الجلسة التي دعا إليها، لا يُبرّر له خطوته التي تدخل البلاد في سابقة لا مثيل لها في الحياة الوطنية اللبنانية، مع ما تحمله من تداعيات على الاستقرار السياسي في البلاد".
وفي ضوء هذا البيان عالي النبرة، وبعد سلسلة اتصالات اضطلع بها رئيس التيار النائب جبران باسيل، صدر عن الوزراء عبد الله بو حبيب، هنري خوري، موريس سليم، امين سلام، هكتور حجار، وليد فياض، وليد نصار، جورج بوشيكيان وعصام شرف الدين، موقفٌ جامع مشترك اعلنوا فيه مقاطعتهم الجلسة العتيدة، وقد فضح بوشيكيان حجم الضغوط البرتقالية على الوزراء، من خلال مشاركته في الجلسة اليوم، ما دل على مسعى عوني لمحاولة وضع هؤلاء الوزراء امام امرٍ واقع..
لكن اللافت في هذا المشهد كله، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، هو انه، وفي مقابل الحملة الشرسة التي شنها التيار، في وجه ميقاتي وجلسته الوزارية.. كان حليف "التيار" الاكبر، حزب الله، يقف في الخندق الآخر، ويشارك في الجلسة ويعمل بكل قوته ومونته، لعقدها.
الضاحية بررت قرارها بالحاجة الى تسيير أمور حياتية ملحة وضرورية لا تحتمل التأجيل، وأبرزها متعلق بتأمين الدواء لمرضى السرطان.. غير ان الحزب، في نهاية المطاف، أمّن الغطاء لميقاتي وللجلسة.. ومن دون ضوئه الاخضر هذا، ما كانت لتنعقد.
انطلاقا من هنا، وأمام هذا التباين الكبير في خيارات كلّ من طرفَي اتفاق "مار مخايل"، تسأل المصادر عن المسار الذي ستسلكه علاقتهما في المرحلة المقبلة، سيما رئاسيا. فسلوك الحزب يدل على انه يؤسّس لمرحلة شغور طويلة، وعلى انه بات مقتنعا انه في المدى المنظور، باسيل لن يقبل بدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ويدل ايضا على ان الحزب ليس في صدد ترك فرنجية ودعم باسيل مرشحا لا بل هو يقول لرئيس لبنان القوي: لا تريد السير بأي مرشّح سواك، حسنا، نحن سنسيّر البلاد وعملَ المؤسسات بشكل طبيعي، الى ان يقضي الله "امرا كان مفعولا"!
باسيل طبعا، فهم رسالة الحزب المشفّرة والتي وجّهها اليه عبر بريد الجلسة الوزارية.. فكيف سيرد عليها؟ وهل يقرر الخروج من خندق الورقة البيضاء ويضع خطةَ عملٍ رئاسية خاصة به، بعيدا من الحزب؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك