كتب داني حداد في موقع mtv:
ضربت الجلسة الحكوميّة التي طُبخت بين السراي الحكومي وعين التينة مسماراً جديداً في العلاقة بين التيّار الوطني الحر وحزب الله. لولا الأخير لما كانت جلسة ولما حضر وزيرٌ واحد.
"بَجّ" حزب الله من رفضيّة باسيل. منذ رفضه تسمية نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، الى شروطه لتشكيلها، الى لاءاته الرئاسيّة. في حضور جلسة الحكومة ومباركتها رسالة واضحة لرئيس التيّار الوطني الحر: نحن حليفان، ولكنّنا في حزبين مختلفين. ثمّ أنّك لم تعد تملك التوقيع، فتنازل قليلاً.
يدرك حزب الله أنّ الشغور الرئاسي طويل، ولا بدّ من تفعيل العمل الحكومي قدر الإمكان. من هنا، لن تكون جلسة الإثنين هي الأخيرة للحكومة. ويدرك الحزب أيضاً أنّ الاشتباك مع باسيل له فوائده: هو يريحه من تلبية شروطه والوقوف تكراراً عند خاطره. وقد يؤدّي هذا الخلاف الى تحريك المياه الرئاسيّة الراكدة، إمّا باتجاه التحرّر من باسيل كممرّ الزامي، والسير بسليمان فرنجيّة إن نجح الحزب بتأمين ٦٥ صوتاً له، أو عبر دفع رئيس "الوطني الحر" لتخفيض سقف شروطه الرئاسيّة.
ولكن، في مقابل هذه الخطوة من حزب الله، كيف سيكون ردّ فعل باسيل؟
بدا واضحاً أنّ المقرّبين من باسيل لم يهاجموا الحزب، في إشارة الى عدم وجود نيّة بالتصعيد. وحده النائب أسعد ضرغام تجرّأ على توجيه اتهامات مباشرة الى الثنائي الشيعي. وهو قال كلاماً واضحاً لـ mtv أمس، علماً بأنّ لجنة الإعلام في "التيّار" ادّعت، في جملة وزّعتها عبر "واتساب" بأنّ ضرغام ظنّ بأنّه يتحدّث لـ "الجديد" لا لـ mtv. هل تعلم اللجنة "العظيمة" أنّ النائب الشجاع تحدّث لميكروفون المحطة في مقابلة خاصّة من دون وجود ميكروفونات أخرى.
من هنا، سنكون أمام سيناريو تكرّر مراراً في السابق. ترتفع أصوات من هنا، وتحصل مطالبات بإعادة النظر بتفاهم مار مخايل، ويُحكى عن اجتماعات وعن شروط، ثمّ يُقفل الموضوع، ويبلع "التيّار" الموسى، وقد بلعه مرّات عدّة في السابق، وخسر ما خسره في الشارع المسيحي لأنّه ارتضى، في علاقته بحزب الله، التنازل عن القليل كي يحصل على الكثير.
إنّ ما يجري بين باسيل و"الحزب" هو، حتى الآن، ليس غمامة صيف. هو لا شيء، بالمعنى السياسي، والعلاقة مستمرّة ما دامت المصالح موجودة، إلا إذا…
إلا إذا انتفض جبران باسيل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك