كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
يُشكّل المونديال هذه السّنة حدثاً إستثنائيًّا بالنّسبة للبنانيّين، خصوصاً في ظلّ الظّروف الصّعبة والحالة النفسيّة السيّئة التي تُسيطر عليهم.
وأصبحت مُتابعة المباريات "الشّغل الشّاغل" للبعض، وكأنّهم على موعد مع لحظةٍ إيجابيّة يتحضّرون لالتقاطها كي لا تفوتهم. وحتّى لو خرج الفريق المفضّل من المُسابقة، تبقى المباريات موعداً ثابتاً يجمع الأصدقاء وأفراد العائلة، في أجواءٍ مميّزة مفعمة بالفرح والطّاقة الإيجابيّة.
هنا، تُشير الاختصاصية في علم النفس والمعالجة النفسيّة شارلوت الخليل إلى أنّ "الحماس اللبنانيّ للمونديال تاريخيّ، حتّى عند الذين لا يُتابعون مُباريات كرة القدم بشكلٍ حثيث".
وتُضيف الخليل في حديثٍ لموقع mtv، أنّ "انتظار مباريات المونديال لمُتابعتها كمجموعة يُحرّك شعوراً لدى الأفراد بالإنتماء لـ group أصدقاء كما يخلق حماساً وتسلية وأجواء إيجابيّة"، لافتةً إلى "التأثير الإيجابي لهذا الشّعور من الناحية النفسيّة، لأنّه يرفع هرمونات السعادة والأدرينالين في الجسم والنّشاط والحيويّة، إلا أنّه قد يُسبّب الحزن في بعض الأحيان بسبب الإسراف في الخيال والتوقّعات أو الـ high expectations، وهذا يظهر بردود الفعل والإستجابة الفوريّة لدى الذين لا يتقبّلون الخسارة بسهولة".
وتُتابع الخليل: "الشّعور الإيجابي بالإنتماء يتجلّى أيضاً من خلال تشجيع الفريق نفسه على مدى سنوات، بغضّ النّظر عن تغيّر لاعبي هذا الفريق على مرّ الزّمن".
للأطفال أيضاً حصّة كبيرة. هذه الفئة التي لم يتبقَّ لها شيئاً من الطّفولة، تنتظر مباريات كرة القدم بكلّ حماس وفرح. وتقول الخليل: "الأطفال يُتابعون المونديال ويتفاعلون معه بشكلٍ كبير، "مبسوطين ومحمّسين"، وغالباً ما تكون المباريات محور أحاديثهم مع بعضهم البعض في المدارس".
وتؤكّد أنّ المونديال ساهم في نشر الطاقة الإيجابيّة بين الناس، وتأثيره واضح بشكلٍ كبير على الصّعيد النّفسي.
اللبنانيّون، مبتكرو الحلول لأصعب المواقف، هل يعجزون عن إيجاد طريقة لمُتابعة المونديال؟ّ! نجحوا في ذلك أيضاً. شعبٌ تليق به الحياة ويستحقّ الفرح. يقوى على كلّ مصيبة تحلّ على رأسه، و"يموت" يوميًّا ليبقى على قيد الحياة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك