كتبت لارا يزبك في وكالة "المركزية":
صحيح ان الخلاف بين التيار الوطني الحر وحزب الله ذاهب نحو التطويق والتهدئة، حيث يرتقب ان ينطلق بعيدا من الاضواء، حوار بين الطرفين لرأب الصدع في جدار علاقتهما المتصدّع، غير ان تطورات الاسبوع الماضي تركت بلا شك، تداعيات كبيرة، في المشهد الرئاسي، تداعيات ستفرض ايقاعا جديدا في التعاطي مع هذا الملف، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"... فقد تأكد بما لا يرقى اليه شك، أن رئيس "البرتقالي" النائب جبران باسيل لن يرضى، أيا تكن الاثمان، بالسير بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. هذا الموقف، سيكرره الرجل في مقابلته التلفزيونية المقررة مساء الاحد، ما سيدفع حزبَ الله حكما، نحو مقاربة جديدة للواقع الرئاسي.
واذ ترجّح ان تبدأ معالمها بالظهور العام المقبل، تقول المصادر ان تصلّب باسيل ازاء رفض دعم فرنجية، سيعقّد على الحزب عملية ايصاله الى القصر الجمهوري. وتعتبر ان التباين بين التيار والضاحية، وإن كان لم يصل حدّ الطلاق بينهما او نعي تفاهم "مار مخايل"، لن يصب في صالح فرنجية، اذ ان الحزب سيجد صعوبة كبيرة في انتخاب رئيسٍ لا يحظى بدعم أيٍ من القوى المسيحية الكبرى.
فباسيل وتكتله لن يصوّتا له. اما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فكرر امس التأكيد في حديث صحافي، على رفضه التام لوصول النائب باسيل او رئيس "المردة" إلى منصب رئاسة الجمهورية "مهما كانت التضحيات". كما ان حزب الكتائب على الموجة نفسها مع القوات... واذا استبعدنا فرضية ان يقرر الحزب "فرضَ" رئيسٍ على المسيحيين، بدعم من حلفائه في 8 آذار وبعض المستقلّين، فإن ورقة فرنجية الرئاسية، في ظل هذه المعطيات، تكون احترقت في شكل شبه كامل.
على الضفة المقابِلة، تبيّن ايضا ان حتى اللحظة، المرشح النائب ميشال معوض، المدعوم من القوى المعارِضة للسلطة، لم يتمكّن، بعد 9 جلسات انتخابية، من رفع سكوره الى اكثر من نحو 40 صوتا.
في ضوء كل ما تقدّم، يُستنتج ان ايا من الفريقين المتصارعين على الحلبة الرئاسية، ليس قادرا على إدخال مرشّحه الى "القصر"، في واقعٍ "عقيم" ترتفع فيه حظوظُ الرئيس "التسووي"، وإلا استمرت المراوحة السلبية الى أجل غير مسمّى قد يكون قرار البت في مدّته في يد القوى الاقليمية والدولية.. أما اذا اقتنع اللاعبون الداخليون بالتراجع والذهاب نحو تسوية، فمن الممكن جدا ان تبصر النور في المطابخ اللبنانية.. وحتى الساعة، لا يبدو في لائحة "التوافقيين" إلا قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي لم يعلن اي من الاطراف اعتراضه على انتخابه...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك