كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
زيارة لافتة في توقيتها تُسجّل للنائب جبران باسيل امس الى بكركي، تلتها زيارة للرئيس السابق ميشال عون، على خلفية الجلسة الوزارية الاخيرة. ما بدا وكأن هناك محاولة لطلب النجدة، والتلطي خلف عباءة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، واضعين بين يديه حقوق المسيحيين المنتهكة، ورفع الصوت بوجه المكوّن الشيعي تحديداً "حزب الله" في ظل التشنج الذي استجد بينهما، لاسيما انّ الحقيقة باتت راسخة، وأنّ الخلاف بين "الوطني الحر" والحزب هو الوصف الدقيق الذي لا يحمل التأويل.
ويبدو انّ العواصف السياسية، بين الطرفين لم تهدأ حتى اللحظة، وما رافق جلسة الحكومة الاثنين الفائت من اتهامات متبادلة، من تعدَّ على المقام المسيحي الاول وضرب الميثاق والكيان والجمهورية، ويبدو ايضاً انّ زيارة عون وصهره الى صرح بكركي ضمدت بعض جراح ما تسبب الحزب لهما، بعدما لاقت تأييداً واضحاً من البطريرك الماروني لموقفهما، بحيث إعتبر أنّ ما حصل من خلال عقد لجسلة مجلس الوزراء "ما كان لازم يصير" خصوصاً أنّ عدّة أطراف كانت غائبة عن الجلسة.
وفي مقاربة دقيقة للمسألة، يقول احد المحللين السياسيين انّ الخلاف لم يقض على العلاقة بشكل تام بين الطرفين، ولن يفض التفاهم الحاصل بينهما، ولكنه سيؤدي الى بعض التغيير في التعاطي حول عدد من الامور، بالتالي لن نرى"التيّار" في احضان معارضي الحزب كما يراهن البعض ايّ في الوجهة السياسية المعاكسة.
واذ يعتبر، انّ الخطورة في مشهدية "الحج" الى بكركي البارحة اوحت على انها معركة مسيحية بوجه "الثنائي الشيعي" ولا يمكن التنازل عنها، ربما هذا الشحن الطائفي سيتقدم في المرحلة المقبلة بينهما، سيصب في مزيد من التشرذم والاصطفاف الطائفي المقيت، وقد يضرب الوحدة الوطنية بعرض الحائط.
وفي ضوء ما قيل وقال، يجدّ الحزب نفسهُ "مزروكاً" سياسياً، بعد "اللدغة" التي تلقاها من باسيل بعد التشكيك بوفائه وصدقه، فهو بصراحة لا يريد كسر الجرّة معه ولنّ ينكسر الدفّ ويفترق العشاق، لكن وفق معلومات وكالة "اخبار اليوم"، انّ ابواب "حارة حريك" مُقفلة امامهُ لحين الاعتراف بالخطأ.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك