كتب يوسف فارس في "المركزية":
تبدو صورة الوضع الأمني في البلاد راهنًا سوداوية أكثر من أي يوم مضى، والمخاوف باتت كبيرة من وجود غايات تفجيرية للإطاحة بالأمن الداخلي خلف اكمة لعبة الدولار والتطورات التي بدأت تتدحرج في غير مكان بحيث بات السؤال في موازاة ذلك ما اذا كان ثمة رابط بينها وبين الملف الرئاسي المعقد سياسيا. الخشية باتت مشروعة من وقوع البلد من جديد تحت رحمة الغرف السوداء التي، اما انها استفادت من الانقسام الحاد حيال الملف الرئاسي واما ان يدا خفية حركتها للتخريب وتهديد الاستقرار الداخلي. والريبة هنا من الغزوة الاخيرة لمنطقة الأشرفية بالدراجات النارية والهتافات الطائفية والشعارات الاستفزازية سيما وانه لا يمكن اعتبارها عابرة أو فردية مرتبطة بحدث رياضي، كما لا يمكن عزلها عما حصل في بلدة رميش الجنوبية واثارة خلاف مريب حول أراضيها، ما حرك الحساسيات والنعرات. وكذلك ليس بعيدا عنها الاعتداء على قوات اليونيفيل وقتل الجندي الايرلندي الذي لا يمكن وصفه ايضا بالعابر أو وليد الصدفة.
نائب جزين وعضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب سعيد الاسمر يقول لـ"المركزية"في هذا الصدد: "لا شك في ان غزوة الاشرفية عمل غير بريء وتتعدى الاحتفال بحدث رياضي، باعتبار أنّ الرياضة بعيدة كل البعد عما أطلقته المجموعة من شعارات طائفية واستفزازية. كذلك فان ما جرى في بلدة رميش الجنوبية من مصادرة للاراضي وجرفها غير مقبول. نحن نُعوّل على تدخل الاجهزة الامنية لمعالجة هذه الاعتداءات السافرة مع علمنا انها لن تكون قادرة على مواجهة الدويلة في ظل االعجز التام للدولة. ما نتمتناه عدم تكرار هذه الافعال المشينة لان العواقب لن تكون سليمة كوننا لن نقبل اطلاقا باستضعافنا والنيل من كرامتنا".
يضيف: "أمّا حادثة العاقبية ومقتل الجندي الايرلندي فهي رسالة مزدوجة المعالم موجهة الى الدولة بكل قواها ومؤسساتها، والى الشرعية الدولية للتأكيد على مرجعية الدويلة المتمثلة بحزب الله الرافض كل القرارات الدولية وفي مقدمها القرار 1701. من شأن استمرار هذه الوضعية أن يجر الى قيام دويلات في لبنان. مشهدية كنا تجاوزناها لحساب الدولة الواحدة والعيش المشترك، لكن للاسف ثمة من يعمل على إعادتنا إلى زمن أسود تناسيناه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك