كتب كبريال مراد في موقع mtv:
اقترب الشغور الرئاسي من اطفاء شمعة الشهرين، ولا مؤشرات على دنوّ الحلّ، في ضوء عدم جدّية الحراك المحلّي، وعدم استعجال الحلّ الدولي.
كلّ ذلك يقود الى التفكير في الوقت الضائع عن الإجابة على السؤال الآتي: أي رئيس لأي جمهورية؟
فالوطن المنتقل من أزمة الى أزمة، يحتاج الى "الرئيس"، بمعنى لا أي رئيس يتم التوافق عليه، "لأنو ما بزعّل حدن"، أو لأنه من بقي في حلبة السباق بعد استبعاد الآخرين، إنما صاحب القرار والمشروع والقادر على تطبيق خريطة طريق تؤدي الى الحل، فلا "يتفركش" بتردده وضياعه، ولا "يُفركش" بالتعطيل وارادة ابقاء الأمور على ما هي عليه للمحافظة على حضور او مكاسب.
لا حاجة هنا الى "سوبرمان"، لأن النظام اللبناني بواقعه الراهن، أثبت أن ما من شخص قادر وحده على الاتيان بالمعجزات، بل نحتاج الى من يعمل بشكل مغاير عن السابق، بطريقة مختلفة عمّا ساد منذ التسعينيات، وربما منذ ما بعد الحرب، أو حتى منذ نال الوطن استقلاله في العام ١٩٤٣، قبل أن يكون قد بلغ سن الرشد والنضوج.
أولى الخطوات، واكثرها إلحاحاً، تتطلب أن نولد من جديد لبنانيين، على غرار ما قال يوماً الأب المفكّر ميشال حايك. فنعود شعباً واحداً، لا شعوباً، وجمهوريةً واحدة، لا جمهوريات. وهي ليست بالمسألة السهلة، ولا على قاعدة "كوني فكانت". بل هو مسار يبدأ بخيار وقرار، فترجمة عملية. اما اذا استسهلنا تخبئة الغبار تحت السجادة، فسيستمر العفن.
الأكيد أن الشغور سينتهي يوماً، بمبادرة محلية، ام بضوء اخضر دولي، أم بالاثنين معاً، ولكن العهد المقبل سيبقى يعرّج ويسكع، فيودّع بالشتائم، بعدما استقبل بالطبل والزمر، لأن "العطب" الاساسي في الدولة لم يعالج، فتمر السنوات بحكومة وانتخابات وخطوات صغيرة، بينما الحاجة ماسة لعملية جراحية تدخل الى أعماق التركيبة اللبنانية لتنظفها من الأعباء والأمراض والموروثات.
إن أي رئيس منتخب من دون ما سبق سيتحوّل الى رئيس جمهورية، لا رئيساً للجمهورية، اذا كان غير قادر على إعادة الدولة الى كل متر من مساحة الـ ١٠٤٥٢ كم٢، والى بدء مسار إعادة كل مواطن، الى فكر الدولة.
نحتاج الى من يبحر بنا في مغامرة العودة الى الدولة… بعدما اغرقتنا السياسة والحزبيات والمحسوبيات في المزارع اللبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك