كتبت مريم حرب في موقع mtv:
على غفلة، خطف الموت في العام 2022 وجوهًا تغنّى بها لبنان، سياسيًّا، إعلاميًّا، فنّيًا، اقتصاديًّا وثقافيًّا.
إليكم أبرز 5 وجوه غابت هذا العام:
ميشال مكتف
خان ميشال مكتف قلبه، فتوفي قبل أن يرى إزالة الشمع الأحمر عن شركة "مكتف للصيرفة" التي داهمتها القاضية غادة عون بحثًا عن الأموال المهرّبة. الملف الذي أخذ حيّزاً واسعًا من التداول الإعلامي لم ينته حتى بعد وفاة مكتّف. فقد قرأ البعض في "دخلة" القاضية عون وسحبها ملفات وحواسيب الشركة محاولة لتصفية حساب وتوجيه رسائل في السياسة خصوصًا أنّ مكتف هو رجل أعمال لبناني والصهر السابق لرئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل، وقد خاض انتخابات 2018 عن المقعد الكاثوليكي في المتن على لائحة حزب "القوات اللبنانية"، كما كانت له بصمة إعلامية من خلال ملكيته صحيفة "نداء الوطن" في عام 2019.
راجح الخوري
خسرت "مهنة المتاعب" قلمًا من أقلامها، فالكاتب والصحافي في "النهار" و"الشرق الأوسط" راجح الخوري صارع المرض طويلًا قبل أن يغمض عينيه على وطن تآكله المرض. هو الذي حلّل في السياسة ورأى أبعد من زمانه. صاحب الكلمة الحرة والجريئة، الوطني الشرس في دفاعه عن السيادة والملم بمختلف الملفات.
جورج الراسي
استفاق الوسط الفنيّ على حادث سير مُروّع، أودى بحياة الفنان جورج الراسي ومديرة أعماله زينة المرعبي. حادث فتح من جديد ملف الطرقات والسلامة المرورية. وكأن قدر من ناشد وغنّى للتوعية على السلامة المرورية أن يقضي ضحية لإهمال الدولة على طريق المصنع التي وصفها وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة بـ"طريق الموت". طرقات الموت في لبنان كثيرة ووعود تحسينها أكثر من أن تعدّ وتحصى. وإلى أن تترجم الوعود أفعالًا يستمر عداد التحكم المروري بتسجيل أرقام القتلى والجرحى يوميًّا.
فريد مكاري
فريد مكاري، من أبرز وجوه ثورة 14 آذار. عُرف بصراحته القاسية مع حلفائه وأصدقائه وخصومته الراقية. رفيق درب الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي طبعت مواقفه المرحلة الماضية من تاريخ لبنان. لم يترك السياسة والشأن العام حتى بعد أن اتخذ قرار الخروج من الحياة النيابية لكنّ الموت غيّبه قصراً عن عمر يناهز الـ75 عامًا بعد صراع دام شهرين مع المرض تاركًا خلفه باعاً طويلاً من المواقف في العمل السياسي.
روميو لحود
في الذكرى الـ79 للاستقلال وفي اليوم الذي ينتظر فيه الشعب اللبناني مرّة جديدة "شمس العيد" أن تشرق، خطف الموت الفنان روميو لحود هو الذي حمل لبنان طوال ستين عامًا في أعماله. لحود رحل إلى "درب بعيد"، وهنا ستبقى أعماله الفنيّة حاضرة في أذهان أجيال كبرت على مسرحياته وموسيقاه وكلماته، لتذكّرنا وكلّ من يسعى وراء تغيير هوية لبنان أنّ لبنان المسرح والفن والموسيقى والرقيّ والحضارة أصلب من أي مشروع عابر.
المسرح والشاشة سيفتقدان أيضًا وجوهًا تركت بصمتها ومن أبرزهم شوقي متّى، بيار شمعون، غسان اسطفان، جوزف عبود وخضر حسن علاء الدين. كما سيفتقد عالم الموسيقى الكبير إحسان المنذر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك