رأى النائب أنطوان زهرا اننا "على مشارف سنة جديدة، موعودون فيها بتجديد الحياة الديموقراطية من خلال الانتخابات النيابية وإعادة انتاج سلطة منبثقة من الشعب اللبناني وتعمل لمصلحة لبنان، وأمل أن تكون الأرواح السبعة للحكومة قد بدأت بالانتهاء على مشارف السنة الجديدة، وأن المرحلة التي وصل اليها لبنان بأنعدام الثقة بالاستثمارات وغياب الأمن والاستقرار والفضائح التي بلغت أعلى مستوياتها دون أن يرف جفن لمسؤول يدعي أنه مصلح وتغييري قد أوشكت على الانتهاء".
ولفت زهرا خلال قداس إلهي على نية "شهداء المقاومة اللبنانية"، في كنيسة سيدة إيليج ميفوق، الى أنه "لأول مرة في تاريخ لبنان نصل الى هذا المستوى من القلق في حياتنا اليومية، ويأتون ليردوا علينا بالدعوة الى إقامة تركيبة من خارج الحكومة والسلطة للبحث عن حلول".
واعتبر زهرا أن "المشكلة الأساس في انعدام الثقة والأمن وعدم تطور مشروع بناء الدولة معلق على وجود هذه الحكومة ومكوناتها الخارجة على الدستور والسلاح الخارج على الشرعية والتسلط غير المقبول والارتهان لمشاريع إقليمية لا تقيم وزنا للبنان وحاضره ومستقبله وآمال شعبه، وأي كلام عن حلول خارج الاستقرار والأمن اللذين تؤمنهما الدولة وحدها هو ضحك على الذقون وكذب وربح للوقت وتضليل"، مشددا على أنه "بدون الدولة، التي هي ملح الارض، لا يمكن أن يقوم استقرار والدولة لا تحتمل دويلات على كتفها تقضم من هيبتها".
وأكد أن "القوات اللبنانية تصر على اجراء الانتخابات في موعدها وبقانون جديد يؤمن صحة التمثيل، وهذا ما دفعنا الى تجاوز مقاطعة الحكومة والموافقة على إعادة إحياء اللجنة الفرعية التي ستبدأ إجتماعها في 8 كانون الثاني في محاولة للوصول الى قانون انتخابي يرضي الجميع"، مطالبا رئيس مجلس النواب نبيه بري "عدم التأخر مطلقا عن دعوة الهيئة العامة كي تقر قانونا يوصل الى صحة التمثيل، وأن تنتخب غالبية منبثقة من ارادة الناس وتعارض الاقلية غير الموثوقة منهم".
أما بشأن عدم حضور جلسة الحوار ومقاطعتها لعدم رغبة 14 آذار في الحل، سأل زهرا: "هل هناك في لبنان من يسعى الى حل فعلي في ظل الدولة والدستور والقانون إلا 14 اذار؟ وهل هناك من قدم الشهداء من أيام المقاومة اللبنانية وصولا الى استشهاد اللواء وسام الحسن إلا القوى السيادية في 14 اذار؟ وهل هناك من يعلن علنا وجهارا وليلا ونهارا أن مشروعه الوحيد هو الدولة، وأنه لن يستدرج الى العنف سوى فريق 14 آذار؟"
أضاف: "هذا تضليل مردود واتهامات مرفوضة، والواقع أن قوى 14 آذار سئمت من إعطاء الناس أوهاما وآمالا كاذبة، وسئمت من تيسير إدعاء الشرعية للسلاح غير الشرعي، وسئمت من انتظار الناس لآمال لن تتحقق، وهي ترفض بشكل كامل إستمرار لعبة القتل والاغتيال والعودة الى الحياة السياسة بعد يومين أو ثلاثة كأن شيئا لم يكن، والقوات اللبنانية و14 آذار وفاء للشهداء والشهداء الاحياء ولتطلعات المناضلين مصرة على رفض القتل وفضح القاتل وعدم الجلوس معه".
ورأى أن الحياة السياسية في لبنان "لن تعود الى طبيعتها إلا بوقف آلة القتل وذهاب ممثلي القتلة من السلطة الدستورية اللبنانية، أي رحيل الحكومة وهذه السلطة مصادرة وهي نتيجة انقلاب على المواثيق والاتفاقات ونتائج الانتخابات وتغيير الغالبية بسحر ساحر وإسقاط حكومة محاولة التفاهم الوطني".
وأكد زهرا أن "الدعوات التي توجه، خصوصا من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، هي دعوات محترمة ومقدرة، أما أن تستعمل النوايا الحسنة للرئيس من أجل إعادة تغطية القتلة ونسيان ان الهدف الرئيس هو قيام حوار مجد ينتج سحب السلاح غير الشرعي وتسليمه الى الجيش اللبناني أو على الاقل وضعه بتصرف الجيش، وقتها نلبي الحوار ونكون أول المشاركين فيه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك