طويت أخر صفحة من سنة 2012، وأبت هذه السنة إلّا ان تودّعنا بعمليّة إغتيال، إغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، ومحاولات أخرى باءت بالفشل بفضل العناية الإلهية.
كلّنا أمل ان يأتي العام الجديد ويحمل معه سلام النفوس، لطالما كنا بحاجة لهذا السلام، للخروج من ظلمة نفق الأيام السوداء، عام جديد لبنان جديد، آمال وأهداف كثيرة، حلمنا بها وناضلنا لتحقيقها، وسنستمر بنضالنا حتى تصبح أحلام الشعب الحر حقيقة، حقيقة لبنان الدولة الفعلية القويّة القادرة. كلّنا أمل ان يكون العام الجديد، عام الرحيل، رحيل الحكومة، حكومة القمصان السود، ورحيل أفكارها المستوردة المقبوضة الأجر، وولاؤها ليس للبنان.
نعلم يا وطني ان على أرضك من ظٌلم، وإنّك لست بظالم، نعلم ان المسؤولية تختصر بين متآمر ومتخاذل، بين محبط ومرعوب ومرتهن لا يعرف طعم الحريّة ولا يقوى على رفع صوته بوجه أسياده، ويسهّل ممرّات الطمع بالوطن، نعلم أن من يدّعون الخوف على لبنان، ويحاولون إقناع الناس بالوهم وبإصلاحاتهم التغييريّة الإنتحاريّة، يحوّلون لبنان من وطن يطفح نبضه بالحياة، إلى وطن يحتضر.
ولكن... نحن شعب حرّ، نحن شعب لبنان أوّلاً، نعشق وطننا، نعشق طرقاته ونسماته التي تحمل رائحة ترابه الممذوج بدماء شهدائنا الابرار، لن نسمح لهم ان يضعوا وطننا واحلامنا بكفن، لن نسمح بعد الآن ان تمتد يد الفساد على مقدّرات الوطن والناس، وهدرها لصالح مصالحهم الشخصيّة، لن نسمح لهم ان يسرقوا جيوبنا، إنهم لصوص أشرف الناس، افسدوا جمال الحياة، افسدوا الهواء والغذاء والدواء والماء ليبتزّوا من الوطن طعم الحياة.
كلّنا إيمان بلبنان، وكلمتنا أقوى من سلاحهم وأشدّ من إجرامهم وتدميرهم لمؤسّسات الدولة، سننادي بصوتنا ونكتب بأقلامنا أبلغ التعابير، لأجل حرّيتنا سننتصر، رغماً عنّا وبخيارنا سننتصر، من أجل شهدائنا سننتصر، سنبحث عن ثغرة سلام في جدار الإجرام، وان لم نجدها، سنحفرها بأظافرنا ونمضي حتى تحقيق الاهداف، حتى تحرير الإنسان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك