لم يذهب "الحزب الحاكم" بعيداً في إغراء الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، فحسابات الحقل تختلف تماماً عن حسابات البيدر.
بعد الإنقلاب، أدرك الحزب أن الأمور تجري بما لا تشتهيه سفنه. وميقاتي حقق لهم ما يريدونه لإقصاء "14 آذار" والرئيس سعد الحريري من الحكم، وبالتالي المهمّة انتهت نسبياً، وبقي كيف السبيل للتعامل مع المرحلة المقبلة.
من الواضح أن ميقاتي في وضع لا يُحسد عليه، فهو بعد أن "غطى" انقلاب "8 آذار"، أدرك أن الدخول إلى ميدان "فريق التعطيل" مُكلف على الصعد كافة.
في المقابل، أصبح الحزب امام حل من إثنين، فإما أن يقبل بالموجود في فردان وبعبدا، وإما أن يعيد الكرة إلى البداية، محاولاً تكريس الانقلاب مع شخص لا يريد فرض نفسه في المعادلة، من طريق "الحصص" في الحكومة العتيدة.
وأمام ما يحصل في المنطقة، من انهيارات مكشوفة لخلايا النظام الإيراني، ومن تراجع كبير لسياسة الجمهورية الفارسية في الشرق الأوسط، أصبح لابد للحزب الحاكم أن يتحرّك لإنقاذ ماء وجه طهران، وإعلانه مجاهرة أن لبنان تحوّل مقاطعة للباسيج، مهمّته خوض المواجهة مع البلدان العربية، نصرة لولاية الفقيه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك