نفى وزير شؤون المهجّرين علاء الدين ترّو عِلمه بلقاء مرتقب بين الرئيس سعد الحريري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، أو بزيارة سيقوم بها الأخير للمملكة العربية السعودية.
وأوضح ترّو في حديث الى صحيفة "الجمهورية": عندما حصل اتّصال هاتفي بين الحريري وجنبلاط أُعلن عنه، فليس هناك من شيء سرّي، نحن لا نمارس عملا سرّيا في الحزب التقدمي الاشتراكي، وإذا كانت هناك ضرورة للقاء أو للبحث في أمر ما، فسنعلن عنه ولن يبقى سرّيا. فنحن اخترنا الوسطيّة السياسية في الداخل اللبناني، ولنا حرّية الاتصال مع جميع الأفرقاء لتقريب وجهات النظر، وسنواصل تحرّكنا لتحقيق هذا الهدف".
واعتبر ترّو أنّ منتقدي تحرّك جنبلاط "أحرار في مواقفهم، والأمر الجيّد في لبنان هو أنّك تستطيع أن تنتقد وتنوّه وتشكر حينما تشاء، وهذه هي أصول اللعبة الديمقراطية المتّبعة في النظام الديمقراطي اللبناني، ولو أنّ كلّ الأنظمة العربية اتّبعت هذا المسار وهذه الممارسة الديمقراطية لكنّا تجنّبنا كثيرا من الحروب والانقسامات التي تحدث في العالم العربي".
وعزا ترّو تحرّك جنبلاط في مختلف الاتّجاهات إلى"خوفه على لبنان من التداعيات التي تحدث في سوريا وفي الشرق الأوسط عموما، وقال: "إنّ تحرّكه في اتّجاه تركيا وروسيا وفرنسا وقطر وسوريا، يرمي الى هدف واحد هو: منع تأثّر لبنان بالأحداث الخارجية، لأن ليس له أيّ تأثير في أيّ مجرى من مجريات أحداث المنطقة. فنحن لا نستطيع أن نؤثر لنحمي أنفسنا من أن نتأثر". وأضاف: "إنّ جنبلاط يخاف على لبنان مثلما يخاف على سوريا وعلى المنطقة كلّها، ويجب أن يقوم أحد بتحرّك ما من أجل عودة الحوار والتلاقي بين اللبنانيين، بدلا من التراشق من هنا وهناك وكيل الاتهامات بعضنا ضدّ بعض والتخاطب بنبرة عالية، لأنّنا بذلك نورّط لبنان في أحداث لا علاقة له بها". ورأى "أن لا أحد في لبنان قادر على أن يخدم لا الشعب السوري ولا النظام السوري، وكنّا دوما نقول إنّنا نرفض تدخّل الآخرين في شؤوننا، هكذا كانت كلّ شعاراتنا كلبنانيّين، فلماذا علينا اليوم أن نتدخّل في شؤون الآخرين سواء كان لمصلحة الشعب أو النظام؟".
وهل تشعر "جبهة النضال" بالندم بعد تَرك الطرف الآخر والسير مع الأكثرية الجديدة في ضوء كلام البعض على اقتراب موعد سقوط النظام السوري، مع ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى موقع جنبلاط؟ قال ترّو: "إنّ الأحداث هي من يحكم على مجريات ما يحصل الآن، والتاريخ هو من يحكم على الدور الذي لعبناه لمنع الفتنة في البلاد وسحب فتيل الانفجار الداخلي فيها".
وإذ نفى ترّو لـ"الجمهورية" أن تشهد جلسة مجلس الوزراء غدا أيّ تعيينات جديدة قال:"صحيح أنّ الحكومة الحاليّة لا تمثل جميع اللبنانيين، لكنها تعمل لهم جميعا، وهذا هو دورها. وحتى الآن ليست هناك مواضيع جديدة تطرحها الحكومة، وما زلنا نناقش وندرس مشاريع قوانين أعدّتها الحكومة السابقة، لذلك يأتي جدول أعمال مجلس الوزراء متخما. وفي الجلسة الأخيرة أنجزنا نحو 140 بندا من هذا الجدول، كلّها متراكمة منذ أيّام الحكومة السابقة، وأيضا هناك جدول أعمال كبير ينتظرنا، لأنّ عند طرح موضوع الشهود الزور في آخر جلسة لحكومة الرئيس سعد الحريري كان على جدول الأعمال 1500 بند تقريبا، ونحن الآن ندرس هذه البنود، وإذا كانت هناك مواضيع جديدة لدى الوزراء أو رئاسة الحكومة أو عند رئيس الجمهورية، فإنّها تُطرح الى جانب البنود الأخرى".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك