كل شيء في لبنان ينفّذ بالواسطة وبالمحسوبية فكيف اذا كانت الدولة لها الحصة الاكبر في هذه "النعمة"؟، ولطالما لبنان برز في هذه الآفة التي ميزته عن باقي الدول التي تعطي الاهمية للعلم والكفاءة قبل المحسوبية على السياسيين والاحزاب وخصوصاً تلك البارزة حالياً على الساحة السياسية، فمنذ مدة وادارة المرفأ تتحضّر لوضع آلية لملء الشواغر، والكل متحمّس لان الاتصالات على قدم وساق بالمسؤولين وفي طليعتهم من هو بارز اليوم مع التشكيلة الحكومية الجديدة ومن هو مطروح بقوة للتوزير لان الجميع يريد رضاه...، ولكن ومنذ فترة وجيزة فإذا بالترقيات تحصل بطريقة غير منطقية لا بل مضحكة لان الموظفين المحسوبين على بعض الاحزاب السياسية يرّقون درجتين وحتى ثلاث درجات دفعة واحدة، فيما آخرون يحملون شهادات عالية بقوا في اماكنهم ولم يعرفوا درجة واحدة من الترقي ومن بينهم الكفوء في عمله، وهذا ما فاجأ هؤلاء خصوصاً حين علموا ان بعض زملائهم سُيحالون الى التقاعد بعد اشهر وقد رقيوا الى رؤساء اقسام ومصالح كي يأتي معاش التقاعد "مبحبحاً".
لكن السؤال الذي ُيطرح بقوة اليوم بعد كل ما تداولنا به هو ماذا يجري في كواليس هذا المرفق العام؟، ايعقل ان تتم الترقيات دفعة واحدة ثلاث درجات لغير اصحاب الشهادات وللمحالين الى التقاعد ؟، حتى ان احد المتوفين نال ترقية كي تقبض زوجته مبلغاً محترماً من بعده...!!
إشارة الى انه بعد إنجاز الهيكلية الإدارية للمرفأ برعاية وزير الأشغال في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي، صدرت جداول بالموظفين الذين رُقيّوا وسط تدخلات كبيرة من عدد من السياسيين بحسب مصدر من الموظفين الذي شرح لkataeb.org تفاصيل هذه الترقيات، مؤكداً ان ما حصل مناف لكل قواعد وادبيات التوظيف العام الذي يجري عادة في الدول التي تحترم موظفيها.
ويشير المصدر الى انه من اصحاب الشهادات العالية ويعمل منذ سنوات عديدة من دون ان ُيرقى فقط لانه غير محسوب على جهة سياسية تعمل من وراء الكواليس لترفيعه الى درجة اعلى، فيما يُرّقى زميل له لم يعرف طريق المدرسة وعلومها يوماً ، مع التذكير الى ان البعض قد حصل على مكافأت من دون اي سبب، كما ان الاموات عرفوا ايضاً طريق الترقيات بهدف تعويضات نهاية الخدمة، ويتناقل اصحاب هذا الترفيع الوظيفي الاخبار ويتبادلون الاحاديث عن رؤساء احزابهم من دون اي خجل من زملائهم الذين عملوا وخدموا المرفأ في احلك الظروف، حتى ان البعض يستهزء ممن لم تلحقه المحسوبية او الواسطة التي اعتاد عليها الموظفون اللبنانيون، من دون ان ننسى بأن بعض من احيلوا الى المجالس التأديبية قد رقيوا درجتين فيما من يتحلى بالصفات الحميدة بقي "مكانك راوح" ولحقته الوعظات كي يعمل بجهد اكثر.
وفي الختام لا بدّ من الاشارة ايضاً الى ان الترقيات شملت259 موظفاً في المرفأ وسط دور كبير للطائفية والمذهبية كالعادة .
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك