اعتبر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أن لا مؤشرات كافية تبين لنا اننا فعليا نسلك الطريق المؤدي الى تأليف الحكومة التي نأمل أن تتألف. وقال خلال استقباله في مكتبه في الهلالية وفودا من مدينة صيدا والجوار: "بعد كل الملابسات التي أحاطت بعملية التكليف، والملابسات المتزايدة التي تحيط بعملية التأليف، والممارسات التي تتوخى أحيانا مخالفة الدستور في ما يتعلق بصلاحيات الرئيس المكلف في تأليف الحكومة، وصلاحيات رئيس الجمهورية، والتعدي على هذه الصلاحيات، نأمل من رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي أن يقدم على التأليف، فدستورنا واضح وبالتالي رئيس الحكومة المكلف يتشاور مع الكتل النيابية المختلفة التي رشحته، ولكن بالنهاية عليه أن يؤلف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية".
ورأى السنيورة أن المطلوب تشكيل الحكومة من مجموعة متناسقة متفهمة لإلتزامات لبنان، بالشرعية وبدور الدولة، وبمسؤوليتها عن بسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية، معتبرا أن قيام مثل هذه الحكومة يسهل موضوع الحكم ويسهل العلاقة السوية التي يجب ان تسود بين المعارضة وما بين الحكومة. وقال: "اما عندما تتنكر الحكومة لإلتزامات لبنان ولدور الدولة ولقدرتها على بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، فإن هناك إيغال واستمرار في تكبير حجم المشكل الذي يعاني منه لبنان".
واعتبر السنيورة أن هذا الإنجراف باتجاه تقوية سلطة قوى الأمر الواقع على الدولة اللبنانية، لا يستفيد منه اللبنانيون ولا تستفيد منه البلاد على الإطلاق.. بل يؤدي الى مزيد من الترهل ومزيد من التلاشي للدولة التي يريد المواطن عودتها لأنه يرى في عودتها أمانا واطمئنانا له ولأبنائه ولأولاده ولعائلته ولمستقبله ومستوى عيشه، ولفرص العمل التي يتوخاها الشباب.
واذ رأى أن هناك استقواء على العرب ، قال السنيورة: "نحن لا نريد أن يستقوي علينا احد، ولا نريد لأحد في المنطقة أو خارجها ان يملي هيمنته على اي بلد عربي ولا على العرب. نريد أن نكون متعاونين مع جيراننا في المنطقة باقتدار وباحترام لهم ولنا".
وأكد أن محاولة التفريق ما بين السنة والشيعة بأي شكل من الأشكال هو مضرة للعرب جميعا، وأن تصنيف مجموعة على أنها منتمية الى بلد معين وأخرى منتمية الى بلد معين آخر هو امر مضر ايضاً. وقال: "نحن جميعا في لبنان منتمون الى لبنان، ومصلحتنا بأن نعمل لمصلحة لبنان السيد الحر المستقل الذي يقوم على مصلحة ابنائه ويبني مستقبله استنادا الى قراره الحر وليس الى قرارات مستوردة من هنا أو من هناك".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك