حفلت كلمة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته المتلفزة مساء السبت بسلسلة من الاعترافات السياسية والاقرارات الواضحة التي يجدر بنا التوقف عندها وفق الاتي:
اولا: اعترف السيد حسن بتبعية "حزب الله" الكاملة للجمهورية الاسلامية الايرانية سياسيا وماليا وعسكريا – ففخره واعتزازه بعلاقات "الحزب" بايران واقراره بان الجمهورية الاسلامية قد ساندت المقاومة معنويا وادبيا – ما يتطلب منه الرد وتأكيد حقيقة ان لولا المال الايراني لما بني منزل في لبنان بعد حرب تموز – كلها ادلة واضحة على هذه التبعية، فضلا عن مجرد تبرعه في الدفاع عن الجمهورية الاسلامية الايرانية والرد على كلام الرئيس سعد الحريري، ما يؤكد المؤكد بصورة جلية وواضحة ويدفعنا الى استخلاص العبر.
ثانيا: اعترف السيد حسن بعداء الحزب لشعار "لبنان اولا " – وقد اردف في كلامه بأن لديه شعار ثان مختلف كليا – مشددا على القيمة المحلية والاقليمية لحزبه – ما يؤكد بصورة واضحة موقع "الحزب" وسياسيته وحقيقة مهام الحزب التي تتجاوز بكثير مجرد كونها مقاومة للبنان ومن اجل لبنان ومن اجل اللبنانيين.
فكلام السيد في هذا الاطار لم يترك مجالا لاي التباس من اي نوع كان حول ما يمثله الحزب من امتداد اقليمي محوري سوري - ايراني ذات اجندات اقليمية تنفذ عبر الاراضي اللبنانية تحت شعار "مقاومة اسرائيل".
ثالثا: اعترف السيد حسن باصطفافه الواضح الى جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية ضد الدول العربية وفي طليعتها دول الخليج العربي – وقد تبنى السيد حسن مواقف طهران المعادية لدول الخليج والانظمة العربية – بمجرد انه انبرى ينتقد ردود فعل مملكة البحرين بحق اللبنانين – بدل ان يؤكد حق الدول في رفض تدخل دول أخرى في شؤونها الداخلية كما فعلت ولا تزال الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه دول الخليج العربي – محاولا من خلال الظهور بموقف المدافع عن اللبنانيين في المملكة تأكيد عدم أحقية المملكة ودول الخليج في ردود فعلهم على المواقف الايرانية دفاعا عن استقلالها وسيادتها منفردة او مجتمعة – خصوصا ان السيد حسن يعلم كما يعلم ايضا النظام الايراني ما بين دول الخليج من مواثيق وعهود واتفاقيات دفاع وحماية مشتركة لمصالح بعضها – ما يخول سياسيا وقانونيا لتلك الدول التعاضد والتوحد في رد اي اعتداء على سيادة اي من البلدان المنضوية ضمن المنظومة السياسية لدول مجلس التعاون – ومع ذلك يضرب السيد حسن عرض الحائط بهذه الاعتبارات ويقيد نفسه فقط بانتقاد المملكة البحرينية وسياسات دول الخليج بدل اما التزام الصمت واما رفض تسجيل اي موقف منفرد من خارج القنوات الديبلوماسية والخارجية الرسمية – اذ لا حق لاي تنظيم سياسي لبناني ان تكون له سياسته الخارجية الخاصة ومواقف قد تؤثر سلبا على علاقات لبنان بمحيطه العربي وبخاصة بدول الخليج الذي تربطهم بها علاقات ممتازة واخوية صادقة.
رابعا: اعترف السيد حسن برؤيته المزدوجة والمتناقضة لوثائق ويكيليكس ولكيله بمكيالين في استشهاده بها – فهو يسقط مصداقيتها عندما تتعلق بحلفائه ويعتد بها ويتحمس لها عندما تمس بقوى سياسية مخاصمة له – وقد اجتهد بشكل لافت في ايجاد التبريرات لحلفائه عن مواقفهم المعادية لحزبه فيما استشاط حماسة وتوعد في ما يتعلق بوثائق قوى "14 اذار"
– وقد اثبت للرأي العام بشكل واضح ان وثائق ويكيليكس باتت بالنسبة اليه من "عدة الشغل" وهو الذي لا يصدق الاميركيين ولا يثق بما يقولونه ويفعلونه ويقومون ويصرحون به ولكن... ان جاءت وثائقهم بما يمكن استخدامه في حربه ضد قوى "14 اذار" فلا باأس عندها بالاميركيين ولا بأس عندها بما يقولون ويفعلون – وعلى السامعين والقارئين قياس مصداقية "حزب الله" انطلاقا من هذه المقاربة.
خامسا: اعترف السيد حسن بانه كان وفريق عمله على طاولات الحوار في شبه "كوما" لانه ومن كلامه يستدل بانه لم يسمع بمبادرات تقدم بها حلفاء له وخصومه في "14 اذار" لبحث استراتيجية دفاعية بروح انفتاحية وحوارية بناءة ومنهم رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع الذي تقدم بورقة مبادرة وصلت به الى حد ان يقبل ببقاء السلاح حيث هو على ان يوضع بإمرة الدولة والجيش اللبناني – فعلى ما بدى من كلام السيد حسن انه لم يسمع بهذه المبادرات لانه قفز فوقها بتساؤله عن كيفية خلق استراتيجية دفاعية تحمي لبنان مع هذا الكم من الحقد والتدني في التعبير ... فوثائق ويكيليكس المشكوك بامرها لدى السيد حسن باقراره الواضح بالنسبة لحلفائه ومواقفهم من حزبه – اهم واوضح من اوراق العمل المباشرة والمواقف المباشرة لخصومه السياسيين التي طرحت للنقاش على طاولات الحوار مباشرة وفي مواجهة ممثلي الحزب ولم تحظ منه ومنهم الا بالاهمال والازدراء والتجاهل.
فضيحة وطنية اطل علينا بها السيد حسن باعترافاته.
فضيحة كشفت المستور وأكدت ما لم يعد بحاجة لاثبات اضافي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك