فنّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله دقائق المرحلة، ورسم خريطة الطريق السياسية للأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، ملمحا إلى استحالة عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري إلى السراي الحكومي، جازما بذلك أنّ الحكومة العتيدة أصبحت في مراحل متقدمة، من غير أن يشكك بدور رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. كما حدّد عناوين المرحلة المقبلة مؤكدا أنّ حربه مع الولايات المتحدة ما زالت في بداياتها، لافتا إلى أنّ دور إيران محوري ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط، بل على صعيد العالم العربي والاسلامي والخليج برمته.
ويرى وزير مستقبلي أنّ كلام السيد نصرالله يصبّ في خانة صب الزيت على النار السنية الشيعية المتأججة، خصوصا أنّ الموقف المعلن هو ترجمة عملية للصراع السعودي - الايراني المستشري مع ما يعنيه ذلك من وقوف حزب الله طرفا أساسيا إلى جانب ايران في مواجهة المملكة التي تمر بظروف دقيقة للغاية جراء وصول النار البحرينية إلى حديقتها الخلفية.
ويعتبر الوزير المستقبلي أنّ السيد نصرالله الذي أعلن الحرب على تيار المستقبل ورئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، كما يقول، لن يتوقف عند هذا الحد، بل إنه سيغير في استراتيجيات الحزب وتكتيكاته للقضاء سياسيا على تيار المستقبل من خلال دعم المعارضة السنية أكان على مستوى إشراكها في الحكومة العتيدة أم على صعيد تواصله معها وكذلك الامر بالنسبة لحلفائه المسيحيين المناهضين لتيار المستقبل، وذلك من خلال دعم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في مطالبه الحكومية والسياسية، وذلك بدليل تبرئة نواب التكتل من كل ما جاء على لسانهم في وثائق "ويكيليكس" التي اعتمد على قسم كبير منها في حربه على الحريري وتياره ونوابه.
من جهتها، ترى مصادر في الأكثرية الجديدة أنّ السيد نصرالله الذي تميز بهدوء معهود ولافت غمز من قناة الحريري شكلا، اما مضمونا فهو قصد تنبيه المملكة العربية السعودية إلى خطورة الاستمرار في حربها ضد ايران، خصوصاً أنّ الاحتمالات في الخليج ما زالت مفتوحة على الاحتمالات كافة بما فيها الخيارات العسكرية التي لن تسلم منها المملكة، خصوصا أنّ إيران ما زالت تمتلك أوراقا أساسية رابحة في الدول المحيطة بالمملكة بما فيها العراق واليمن.
وتلفت المصادر إلى أنّ السيد نصرالله لم يخصص عبثا قسما من إطلالته للحديث عن فضائح "ويكيليكس" والغوص في مضامينها، بل إنه أشار إلى أنّ تلك الفضائح أشارت إلى دور العديد من الدول العربية والنفطية السلبي إبان حرب تموز، وبالتالي فإنّ الوقت ما زال مفتوحا للحديث عن تفاصيلها، بما يؤكد أنّ الرسالة الضمنية تعني أنّ تلك الدول هي من تتدخل بالشأن اللبناني منذ وقت طويل وليس العكس كما أنه أراد التلويح بأن يوم الحساب السياسي قد يأتي في أي لحظة تمت لجهة الوضع السياسي العام. كذلك، فإن الرسالة التي وجهها السيد نصرالله هي لقوى الرابع عشر من آذار دون سواهم، وقد أراد منها بحسب المعطيات الاشارة إلى أنّ حزب الله بات رقما اقليميا صعبا للغاية، والاجدى التعاطي معه من هذا المنطلق، غير أنّ الاشارة الابرز تبقى ان حزب الله خاطب الحريري مباشرة لتسمع السعودية ولتبني معطياتها على ما سمعته باعتباره رأيا شيعيا لبنانيا وسوريا وايرانيا على حد سواء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك