بعدما أسقطت الحرب الاميركية على الارهاب "الجناح " الشرقي الافغاني السني، ثم "الجناح" الصدّامي العراقي السني، تنفس "الهجوم" الايراني الصعداء وبدأ عملية إختراق منهجية في إتجاه الخليج جنوباً.
إرتاحت طهران من نظام "طالبان" ثم من نظام صدّام حسين، فتقدمت الى الشرفة العراقية كمنطلق لتحقيق إختراقات اوصلتها الى شواطئ المتوسط عبر "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" في غزة.
وعلى هذه القاعدة طرحت ايران نفسها كقوة يفترض ان يقرّ العالم بدورها المحوري على نطاق إقليمي، وخصوصاً انها ماضية في السعي الى امتلاك القدرة النووية .
وعلى امتداد العقد الماضي، واصل مجلس التعاون الخليجي، الذي كان قد أُنشئ قبل ثلاثة عقود لحماية المنطقة من سياسة تصدير الثورة التي نفذتها طهران بما ادّى الى الحرب مع العراق، انتهاج سياسة التغاضي والصمت وديبلوماسية الحياد الايجابي والمراهنة على حسن النية، لكن هذا لم يوقف الاندفاع الايراني، بل وصلت الامور الى حد اعلان الرئيس محمود احمدي نجاد ان الصراع هدفه بالتالي خلق الشرق الاوسط الدائر في المحور الايراني.
واذا كانت العباءة السياسية لمجلس التعاون قد استطاعت ان تحمي دول الخليج الست في مواجهة عواصف كبيرة، مثل الحرب الايرانية - العراقية، ثم الغزو الصدامي للكويت، ثم حرب "عاصفة الصحراء"، واخيرا حرب اسقاط نظام صدام حسين، فإن التحديات الايرانية المتزايدة، والتي تكاثرت بصماتها في امكنة كثيرة مثل اليمن عبر الحوثيين، ومحاولات التحرش بالسعودية، ثم في الكويت التي كشفت عن عمليات تجسس ايرانية، ثم في البحرين حيث افشلت مفاوضات للاصلاح بين السلطة والمعارضة بهدف اسقاط النظام...
كل هذا دفع دول مجلس التعاون الى خلع عباءة ديبلوماسية التغاضي والصمت ومباشرة تحرك هدفه وضع حد للتدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول الخليج.
إن ارسال وحدات من قوات "درع الجزيرة" الى البحرين والتصدي المنهجي للمواقف الايرانية المتحاملة على الدول العربية وخصوصا السعودية، ينقل مجلس التعاون من سياسة امتصاص الاخطار الى مواجهة هذه الاخطار بكل الوسائل المتاحة.
فبعد مساندة البحرين، عقد وزراء الخارجية اجتماعهم في الرياض ووضعوا خطة من خمسة مبادئ لايجاد حل بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والمعارضة يؤمن انتقالا هادئاً للسلطة بما يقفل ابواب التدخل في وجه ايران وابواب التوسع في وجه "القاعدة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك