"لبنان الرسالة والشغف" ولد في اليوم الأول لزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى الفاتيكان والتي تستمر لخمسة أيام. "حب الوطن" يحضر في كل تصريحات رأس الكنيسة المارونية وبعض "وجوه الوطن" تحيط به منذرة بملامح اللقاء المسيحي الذي يعتزم الراعي عقده في بكركي إثر عودته الى بيروت.
"الشغف" صفة أضافها رئيس المجمع الشرقي في الفاتيكان الكاردينال ليوناردو ساندري، خلال غداء الرهبانية المريمية، الى "رسالة" البابا يوحنا بولس الثاني في توصيفه لبنان. وبالشغف نفسه برزت طريقة معاملة الراعي لجميع أعضاء الوفد المرافق في رحلة روما.
فمنذ صعوده الى طائرة "الميدل ايست"، حرص الراعي على مصافحة كل الركاب، ولم تتردد الحسناوات بطلب قبلة من "أب الجميع"... يشكر رئيس الجمهورية ممثلا بالوزير بطرس حرب، يرسل تحية الى "سليمان بيك" عبر مسؤول الاتصالات السياسية في "تيار المردة" شادي سعد. لا يغفل توجيه التحية للوزير "الكتائبي" سليم الصايغ، يرحب بحرارة بكريمتي العماد ميشال عون، كلودين وشانتال و"يشد" على يد رئيس المؤسسة المارونية للانتشار ميشال إده ويغدق على "البرتقالي" عباس هاشم صفة لم ينلها ربما نائب "ماروني بالهوية" إذ قال الراعي له خلال مأدبة الغداء "أخص المسلمين بالوفد بالتحية وتحديدا النائب "الشيعي" عباس هاشم". تميّز هاشم الطائفي كان كافا أن يحوّل هاشم "المسافر المدلل" في وفد البطريرك. يشرح الراعي لساندري قائلا: "النائب هاشم طالما يكون حاضرا في كل مناسباتنا الليتورجية والروحية... إنه شفيع الحركات الرسولية".
"الخطاب البطريركي الجديد" يطبع طقوس الرحلة. يفتش الراعي عن "إجماعات وطنية" نائيا بالكنيسة عن التفاصيل وخصوصا بعدما كان كل ما يسجل في الماضي بعيدا كل البعد عن توصيات المجمع الفاتيكاني والإرشاد الرسولي. فتترسخ معه مقولة "الموارنة وجدوا لخدمة لبنان وليس لبنان لخدمة الموارنة".
هل الوفد الموسّع يندرج في هذا الإطار، يجيب الراعي "السفير": "لقد شرفنا الجميع بحضوره للتهنئة في مناسبة توليتنا على السدة البطريركية. فهذا هو لبنان الحقيقي وهذه "الجمعة" للقول للعالم بأننا لسنا شعباً يأكل بعضه وإنما نحن في بلد ديموقراطي تسوده حرية التعبير والتنوع والغنى.. وهذا الوفد يمثل كل ذلك ولو ظاهرياً فوحدة لبنان في تنوعه". أما عن اللقاء المسيحي الذي يعتزم عقده قريبا في بكركي، فأوضح الراعي لـ"السفير" إن خطواته تنبع من هدفه في تطبيق شعاره "شركة ومحبة" و"هذا يوجب بداية التنفيذ.. والتنفيذ يجب أن يبدأ من البيت أولا"، مشيرا الى عمل تدريجي ومتصاعد، واصفا محاولته بأنها عبارة عن "رمي حجر صغير في بركة ماء من شأنها أن تولد صغيرة وتكبر أكثر فأكثر في دوائر على صعيد الوطن برمته".
من "البيت الوالدي" الرهبانية المريمية حيث أمضى 13 سنة من عمره، استهل الراعي يومه الأول في روما. من المطار الى المريميين. كثر في استقبال الراعي تقدمهم رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن وسفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري ولفيف من الآباء اصطفوا على مدخل المعهد والوكالة المريمية التي يعود تأسيس رهبانيتها في روما الى نحو 300 عام.
صلاة لله وعن "الموارنة وصلبانهم من الخشب وقلوبهم من ذهب" وبعض الكلمات الروحية لرئيس الدير الأب بشارة مهنا قبل التوجه الى المائدة المريمية. مأدبة الغداء استهلت بكلمة لرئيس الرهبانية المريمية الأباتي سمعان بو عبدو وتخللها تقديم رئيس بلدية روما للراعي تذكاراً يؤرخ ذكرى زيارة الحبر الأعظم لمقر البلدية في التاسع من آذار 2009. كما كانت كلمة للراعي تحدث فيها عن العبرة من زيارته فقال "إن لبنان هو المرتكز لمسيحييه ومسلميه ونحن نضع خدمتنا سوياً لنحافظ عليه وطن التعددية والديموقراطية وأرض الحريات والانفتاح على الغرب وعمق العالم العربي والعيش الإسلامي المسيحي".
وكان الراعي قال قبيل مغادرته في المطار ردا على سؤال: نحن نصلي لتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، فنحن في أمس الحاجة الى حكومة تواجه الأمور الكبيرة، وخاصة اليوم ما يحدث في العالم العربي وحولنا، وهذا ما يقتضي منا بأن نحزم أمرنا ونعرف موقعنا ليس داخليا فقط لأن للبنان دوراً كعنصر سلام وتهدئة في العالم العربي، فاذا لم يكن يوجد في لبنان حكومة تتخذ إجراءاتها وتتحمل مسؤولياتها فنحن اذاً نعيش في مرحلة ضياع وشلل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك