قد يعتبر مكان تواجد العقيد معمر القذافي، لغز هذا الشهر بعد عن عجزت قوات الثوار من العثور عليه او على احد ابنائه. وفي تطور لافت كشف أحد الحراس الشخصيين لخميس القذافي، نجل معمر القذافي، بعدما اعتقله الثوار، أنه شاهد "العقيد" لآخر مرة عند الواحدة والنصف من ظهر يوم الجمعة الماضي بعدما وصل في سيارة صالون تبعته بعدها بقليل ابنته عائشة، التي وضعت حملها، الاثنين، في الجزائر، حيث وصلت مع أمها وشقيقيها هنبيعل ومحمد.
قال الجندي إن القذافي ومجموعة من المقربين إليه قفزوا في سيارات دفع رباعي من نوع "لاند كروزر"، واتجهوا جنوبا في الصحراء، فقيل للجندي إنهم متوجهين إلى مدينة سبها.
وتعد مدينة سبها، التي تقع على بعد 770 كيلومترا من جنوب العاصمة طرابلس مكانًا أثيرًا عند القذافي، حيث اعتاد استخدامها كمحطة لمقابلة الزوار الأجانب داخل خيمة، كان يقول إنها مماثلة للخيمة البدوية التي تربى فيها. كما ظلت المدينة، هي ومسقط رأسه سرت، المدينتين الوحيدتين اللتين لا تزالا تحتفظان بالولاء له ولحكومته، واللتين أعطاهما الثوار مهلة حتى السبت للتسليم السيطرة فيهما للثوار. وثمة اعتقاد بأن القذافي فر نحو سبها وسط مجموعة من المقاتلين الموالين له، والذين ليس معلومًا عددهم.
وتأكد عبور ابنة العقيد الليبي عائشة واثنين من أبناءه بالإضافة لزوجته للحدود ووصولهم إلى الجزائر، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، لكنها نفت خبر عبور ستة سيارات مرسيدس مصفحة من حدودها حاملة أبناء القذافي. وكانت زوجة القذافي صفية وابنته عائشة وابنه البكر محمد وشقيقه هنيبعل قد وصلوا مع ذويهم وأبناءهم إلى الجزائر بعدا عبروا الحدود في تمام الثامنة و45 دقيقة من صباح الاثنين.
واتهم قادة الثوار الليبيين الفور باتهام الجزائر بدعم النظام المخلوع، معتبرين أن إيواء عائلة القذافي "عملاً عدائيًا" ضد سلطتهم الجديدة. وقال المتحدث العسكري باسم حكومة المجلس الوطني الانتقالي أحمد بني إنه لم يندهش من نبأ ترحيب الجزائر بأبناء الديكتاتور الهارب، "بعدما قامت من قبل بدعم نظام القذافي بعدد ضخم من المرتزقة ليستخدمهم في إيقاف الثورة ضده"، وهو ما سبق ونفته الجزائر.
ولم يتواجد أصغر أبناء القذافي، خميس، 28 عامًا، بين من عبروا الحدود الجزائرية، مع ورود تقارير من الاثنين عن مقتله في غارة جوية شنها حلف شمال الأطلسي، حيث نقلت تقارير عن أحد الحراس الشخصيين لخميس القذافي إن سيارة "لاند كروزر" كان يستقلها أصيبت بصاروخ أطلقته مروحية أباتشي من طائرات حلف الناتو، بينما ذكرت تقارير منفصلة إن خميس قتل في 27 آب/أغسطس في قتال قرب منطقة ترهونة، في اشتباك بين موكبه وعناصر على حاجزه نصبه ثوار ترهونة، الواقعة على بعد 80 كيلومترًا جنوب شرق طرابلس. ويقود خميس الذي تلقى تدريبه العسكري في روسيا كتيبة النخبة التي كانت تحمل اسم "كتيبة خميس" وكان دورها حماية والده المخلوع.
ويسعى قادة الثوار للعثور على القذافي حيا ليواجه محاكمة عادلة في ليبيا، بالإضافة إلى ماحكمته بتهمة جرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية. وبينما أعلن المجلس الوطني عن محاولة استعادة أي شخص من عائلة القذافي من الجارة الجزائر، فقد أعلن وزير الخارجية الجزائري عمار بيلان إن بلاده تنتهج سياسة الحياد التام تجاه الأزمة الليبية، وإنها تحترم قرار كل شخص تحت سيادتها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك