ما معنى ان يقول أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ان الرئيس نبيه بري تولى مفاوضة الاميركيين وكان صلة الوصل بين الحزب وواشنطن في عدوان تموز 2006؟ ولماذا يسمع اللبنانيون دائما معزوفة ان الذين خاضوا المساعي الدبلوماسية من جانب حكومة الرئيس فؤاد السنيورة حينها إنما هم ثلة من العملاء والجواسيس؟ كيف تستقيم هذه المعادلة؟
الشرخ الحاصل بين حزب الله والرئيس بري أكبر من ان تداريه كلمة متلفزة أو ان يلطفه أمين عام حزب الله بالاعتراف لبري "بالأستذة". ثمة مؤشرات إلى ان النأي بين الطرفين لم يعد ليستدرك لاسيما بعدما نعى بري فريق 8 آذار وفي ضوء المعلومات المتناقلة عن انه يبحث عن "الاخراج" المناسب للالتحاق بـ"رفيق الصبا.. وليد جنبلاط" في جبهة النضال الوطني.
بدا نصر الله ساعيا ليقول امام الناس للرئيس بري ان الوقت ليس مناسبا لحركة تترك "حزب الله" بين سندان التنازلات الدولية التي تقدم هنا وهناك، وبين جنون العظمة الذي أصيب به حليفه النائب ميشال عون فلم يعد الحزب قادرا على لجمه، وهو يجد نفسه مضطرا لتلبية مطالب عون الحكومية لئلا يسقط تحالف مار مخايل ايضا.
ومهما كانت محاولات نصر الله للابتعاد عما تنشره إحدى الصحف من وثائق "ويكيليكس"، لكنه لم يتأخر ليقع في شرك الكشف عن موافقته المسبقة على الاستحصال على الوثائق. إذا على أقل تقدير كان يعلم بوجودها، ومن ضمنها ما استهدف حليفه الرئيس بري، وهذا ما يبدو بمثابة خنجر مسموم في علاقة الطرفين.
كما صديقه وليد جنبلاط يجيد الرئيس بري القراءة في كتاب السياسة السوري ليستشرف مستقبل الامور ويتحسب لخطوط العودة في ظل حرجة الوضع الشامي، وحده "حزب الله" يصرّ على التعمية واغفال الحقائق.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك